التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ ٠٦/١٠/١٤٢٦هـ
السؤال
أرجو إفادتي عن صحة حديث:"خير أمتي في المدن ".
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد بحثت عن هذا الحديث فلم أجده، ولكن معناه -من حيث الجملة- صحيح، أعني أن أهل المدن والقرى -في الغالب- خير من أهل البوادي، وذلك لأمور، منها:
١- أن الأنبياء كلهم بعثوا من القرى -أي من الحواضر- كما قال سبحانه:"وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ... "[يوسف:١٠٩] ، ولم يبعث الله نبياً قط من البادية.
٢- أهل الحواضر والمدن أكثر علماً بالشرع، وأقرب إلى التدين من أهل البوادي من الأعراب وأمثالهم، كما قال سبحانه وتعالى:"الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم"[التوبة:٩٧] .
٣- أن أهل المدن ألين عريكة، وأسمح خلقاً، وأكثر تسامحاً، وأقرب إلى العفو.
ولا يعني هذا التفضيل المطلق، فإنه ما من شك أن في أهل البادية فضلاء، وفي أهل البوادي من كريم الأخلاق ما قد لا يوجد عند بعض أهل المدن، وقد أنصفهم خالقهم سبحانه وتعالى؛ فقال عنهم:"ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم"[التوبة:٩٩] .
وأوكد على أن هذا لا يبيح نسبة هذا الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- بإسناد يحتج بمثله، والله أعلم.