للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحداد الأقارب على ميتهم أربعين يوماً

المجيب د. سليمان بن قاسم العيد

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

العقائد والمذاهب الفكرية/ البدع/مسائل متفرقة

التاريخ ٧/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

توفي أحد أقاربي، وبقي على حفل زفافي ما يقارب العشرين يوماً ... أواجه صعوبة في إقناع أقاربي بحضور زواجي، بحجة أن الأربعين يوماً لم تنته بعد! فما قصة هذه الأربعين وهل هي بدعة؟ وإذا أخَّرت حفل زفافي بعد الأربعين فهل عليَّ إثم؟ أرجو توجيهي لطريقة أنصح بها أقاربي. . . وجزيتم خيراً؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإنه لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة تحديد أيام معينة ينتظرها أهل الميت بعد موته حداداً عليه أو انتظاراً للتعزية، إلا ما ورد في شأن المرأة التي تحد على زوجها مدة عدتها، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً" البخاري (١٢٨٠) ، ومسلم (١٤٨٦) من حديث أم حبيبة - رضي الله عنها-. وأما الحامل فإذا انقضى حملها سقط وجوب الإحداد عليها.

وأما من يحدد مدة بعد وفاة القريب مثل أربعين يوماً أو أكثر أو أقل فهذا من البدع التي لا أصل لها في الكتاب ولا في السنة، فعليك ببيان ذلك لأقربائك، ومن أصرَّ منهم فربما اعتقد أن ذلك من الدين فعليه بالدليل، لأن الدين لا يؤخذ من العادات والتقاليد، إنما يؤخذ من الأدلة الشرعية.

وأما إذا أخَّرت زواجك من أجل أن يتمكَّن أقرباؤك من الحضور، وخشية من حصول بعض المفاسد كقطيعة الرحم ونحوها فلا إثم عليك - إن شاء الله - إذا كان هذا التأخير عن غير اعتقاد منك بالمدة المذكورة، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>