[واجبنا تجاه إخواننا في أفغانستان]
المجيب د. الشريف حمزة بن حسين الفعر
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/حقوق المسلم وواجباته
التاريخ ٢/٢/١٤٢٢
السؤال
: لقد رأينا مما حدث لإخواننا في أفغانستان ما يحزن القلوب المؤمنة، ويعتصرها ألماً، وإننا نسأل؛ ما هو واجبنا تجاههم؟ وما الذي يمكن عمله لنصرتهم؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وبعد:
الصبر أمره عظيم وثوابه كبير، وهو خلق الأنبياء والمرسلين وخلق عباد الله المؤمنين الصالحين. بل كل خير في الدنيا والآخرة فهو بالصبر منوط ومتصل. قال تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وقال الله تعالى: " ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور " وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" الصبر ضياء ".
وقال الصديق أبو بكر: " الصبر نصف الإيمان ".
فوجب على كل مسلم التحلي والتخلق بالصبر ويتأكد الأمر بالصبر عند نزول المصائب وحلول الكوارث إيماناً بقضاء الله وصبراً على أقداره ورضاً به تعالى وبحكمه، مع انتظار الفرج ورجائه منه جل وعلا.
قال تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ".
أما الشعور بالحزن في القلب من جراء المصيبة والمحنة وبكاء العين فهذا لا حرج فيه، ولا ينافي - بحمد الله - الصبر والرضا، بل هو من آثار رقة قلب المؤمن والرحمة التي في قلبه، وقد حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبكى عند وفاة ابنه إبراهيم كما في حديث أنس في صحيح البخاري، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلاّ ما يرضي الرب ".
وحزن كذلك وبكى لما بلغه قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وهم قادة جيش المسلمين في غزوة مؤتة، ونعاهم - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وهو يبكي وعيناه تذرفان وغير ذلك.
بشرط ألا يجزع المسلم ولا يسيء بربه الظن، وبشرط ألا يصدر منه كلام ينافي التوكل أو يظهر الجزع بالصراخ والعويل ولطم الخدود ونشر الشعور وشق الثياب.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله لا يؤاخذ بحزن القلب ولا بدمع العين ولكن يؤاخذ بهذا وأشار إلى لسانه أو يعفو ".
فرج الله عنا وعن هذه السائلة وعن إخواننا المسلمين في الأفغان وفلسطين وغيرها كل نائبة وجبر مصابنا وستر أحوالنا بمنه وكرمه والحمد لله رب العالمين.