للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل يقبل عمل المتقاطعين؟]

المجيب عبد الله بن فهد السلوم

مدرس بثانوية الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/العلاقات مع الأقارب

التاريخ ١/٨/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عندي سؤالان: الأول: هو أنني لا أتكلم مع أخي؛ فنحن متقاطعان منذ فترة ليست بالقصيرة، وأكلمه كلاماً مختصراً مثل الوالد يبغاك، الوالدة تبغاك، وهذه المقاطعة ليس فيها كره ولا غيره، حيث إن كلامي معه ليس به جدوى، والكلام كما تعلمون يجلب السيئات وغيره.

الثاني: هل يقبل عملي الصالح؟ وهل يغفر لي ربي ذنوبي يوم الاثنين؟ علماً أني خجول من الرجعة.

الجواب

إلى السائل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تذكر أنك مع أخيك متقاطعان إلا كلاماً مختصراً، وأنك لا تكرهه، وأن الحديث معه لا يفيد؛ لأن الكلام يجلب السيئات.

أخي الفاضل قطيعتك لأخيك محرَّمة لا تجوز، وكفى إثماً أنك مقيم على معصية الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" متفق عليه البخاري (٦٠٧٧، ٦٢٣٧) من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه، وأما قولك إن المقاطعة ليس فيها كره، فهذا غير صحيح؛ لأن القطيعة تولد الكره وتضخم المشكلة، وتجلب العداوة ويفرح بها الشيطان، والأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس إلا ما كان بين المتشاحنين فلا يرفع لهما عمل صالح حتى يصطلحا انظر مسلم (٤٦٥٢) ، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

أخي الكريم لماذا ترضي الشيطان ونفسك، وتغضب الرحمن وتقاطع أخاك ابن أمك وأبيك؟! ولو كان أبعد الناس عنك فإنه يحرم عليك هجره، فكيف بأخيك الشقيق، تذكر أنك تخجل من الرجوع معه إلى الإلف، والحديث يقول إن المؤمن الصادق هو الذي لا يجد بنفسه أي حرج لإرضاء ربه وصلة رحمه، لو أن الناس كلهم سخروا منه أو غضبوا عليه فإنه يقدم محبوب الله ورضاه على هوى نفسه والشيطان والناس، فارجع إلى أخيك واصطلح معه وكن أنت صاحب الخيرية يقول النبي: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" انظر الحديث السابق، وكن المسامح الذي يعفو، والصابر والمغالب لنفسه، وجاهد هذه النفس فإنها هي سبب العلل. وفور قراءتك لهذه الرسالة صالح أخاك، واكتب لي لتبشرني بهذا، شكر الله سعيك وأصلح حالك والله يغفر لنا ولك.

<<  <  ج: ص:  >  >>