أنا أعمل مهندساً في أحد المصانع، وفيها تعرفت على إحدى العاملات وأحببتها جداً، وأردت الزواج منها، خاصة وهي تحب الالتزام، ولكن مشكلتي تكمن في والداي فأمي ترفضها لأنها لم تكمل تعليمها، وأبي في البداية وافق وجاء معي كي نخطبها، ولكن بعد أسبوع قال إنه يرفض الزيجة؛ والسبب قال إنه عندما سأل عن والد الفتاة لم يستطع أن يحصل على أي معلومة عنه، فقال له أحد المشايخ على حد قوله قال له صلِّ صلاة الاستخارة، والذي تراه في المنام اعمل به، وقال أبي إنه حلم بحلم سيئ، لذا فنفسيته ليست مرتاحة لهذا الزواج، والذي فعلته أنا بعد ذلك ذهبت وأكملت الخطبة، خاصة بعد أن عرف الناس أنها خطيبتي، وأنا أيضاً أحبها، وخاصة بعد قراءتي لفتوى لشيخنا العثيمين تفيد أنه لا يلزم طاعة الوالد في هذا الأمر والآن أحاول كثيراً مع أمي وأبي، وأدخل الوسطاء لكن دون جدوى، فهل أكمل هذا الزواج، وإن لم يوافق أبواي؟ وماذا أفعل مع الفتاة إذا اشترطت موافقة أبواي لإتمام الزواج؟ أفتونا مأجورين إن شاء الله.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
أرى - يا أخي الكريم - أن تواصل الجهود في محاولة إقناع والديك في زواجك بهذه الفتاة، وألا تيئس من ذلك، وتستخدم في هذا كافة الأساليب الحسنة والطرق الحكيمة. فالزواج إذا كان بموافقة الوالدين يحقق استقراراً أكبر بالنسبة لك ولزوجتك ولأولادك في المستقبل، ويجعل العلاقة بينكم أكثر سعادة وألفة إن شاء الله.
فيا أخي: لا تأل جهداً في إقناعهما، خصوصاً إذا كنت تعلم من حالها أنها ذات خلق ودين، وأما من حيث الحكم الشرعي فإنه ليس للوالدين إلزام الولد بنكاح من لا يريد، وقد عقد الفقيه المحدث أبي عبد الله محمد بن مفلح فصلاً في الآداب الشرعية في الجزء الثاني (ص٧٧) بعنوان (فصل ليس للوالدين إلزام الولد بنكاح من لا يريد) ، ونقل عن شيخ الإسلام تقي الدين ما نصه:(أنه ليس لأحد الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقاً، وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر عنه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه كان النكاح كذلك وأولى فإن أكل المكروه مرارة ساعة وعشرة المكروه من الزوجين على طول تؤذي صاحبها، ولا يمكنه فراقها) انتهى كلامه. وأما سؤالك عن اشتراطها موافقة والديك لإتمام الزواج فأرى أن هذا الشرط صحيح وملزم؛ لأن عدم موافقتهما قد يعود عليها بأضرار معنوية، وقد تدخل معهما في دوامة مشاكل لا نهاية لها، وقد يتعدى هذا الضرر على أولادها وتحرم بذلك السعادة الأسرية الكاملة، ونستغفر الله -تعالى- من كل زلل وخطأ. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.