لقد تم عقد قران ابنتي بدون موافقتي، حيث إنني ربيت أبنائي الأحد عشر ولداً وبنتاً منفردة دون مساعدة أحد حتى كبروا بعد أن تخلى الأب عن الانفاق عليهم منذ حوالي ١٨ سنة، وبعدها طلب الطلاق وحدث، المهم تعذبت في حياتي أشد العذاب، وشاء الله أن يسجن الأب بعد سنوات بتهمة بيع الخمور، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وخلال هذه السنوات تقدم شاب لخطبة ابنتي الكبيرة، فرفضت، وبعد تكرار المحاولة في خطبتها طلبت من المتقدم لخطبتها أن يأخذ الرجال من أهله ويذهبوا إلى السجن؛ حتى يأخذوا موافقة الأب في خطبة ابنته، وهذا حقه الشرعي بغض النظر عن المكان الموجود فيه، وبعد سنوات خرج الأب من السجن، ومرت ثلاث سنوات، وانقلبت حياة الأسرة إلى جحيم؛ بسبب أكاذيب ألفها الأب، وصدقه الأبناء رغم أن الأبناء يعيشون معي، يعرفون الحقيقة لكنهم يكابرون؛ لأن الذي يروي القصص والدهم، صادف يوماً من الأيام أن خرج الأخ مع أخته إلى المكتبة الإسلامية لشراء بعض الأغراض، فأعجب بها صاحب المكتبة من أخلاقها، وهو رجل متدين إلى أبعد الحدود، المهم أخذ رقم هاتف أخيها واتصل به، وحددا موعداً في مطعم، وجلسا وفاتحه بالأمر (الخطبة) ، ولما عاد الأخ إلى المنزل أخبرنا، فحددنا موعداً مع الرجل، فأبى أن يأتي إلا بموعد هو يحدده، فأخذنا نجاريه، وقبلنا، وجاء إلى المنزل، وأخبرنا بأنه متزوج ولديه من الأبناء أربعة أطفال، وأخذ يمدح نفسه، ويقول إنه عصبي، وهو على خلاف مع زوجته، وهي الآن عند أخيها، ويقوم بإجراءات الطلاق،
اتصل الرجل بوالد الفتاة، وحددا موعداً في المطعم، وأخذ يتكلم عن المهر والشروط في المطعم، واتفق علي الملكة (عقد القران) في المطعم مع الأب، وأخذ الأب والأخوان والفتاة ببعض الكلام، وأخذهم بسرعة إلى المحكمة دون علم واستئذان الأم، وعقد القران) واتصل بعدها بالفتاة، وقال لها: رأي والدتك غير مهم، والنساء قاصرات عقل ودين، وإن أتت والدتك إلى المحكمة لعرقلت الأمور، وقال لها: هل سمعت القاضي يسألك هل أمك موافقة؟ أي أن رأيها غير مهم، وبعد هذا كله تأتي البنت وتقول: لماذا يا أمي أنت زعلانة؟ أنا لم أفعل شيئاً؟، أين رضا الأم؟! وأين كلام الرجل المتدين من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ "أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك"، وأنا آسفة جداً لطول رسالتي، وأريد استشارة موضحة بدلالات إسلامية
الجواب
ما يمكن الإجابة به هنا (بالذات) لا يعدو أن يكون جوابًا للاستشارة التي طلبتها، وإلا فالسؤال ينبئ عن نوع من المخاصمة، وبالتالي فلا بد من الاستماع إلى الطرفين والبحث في الأقوال المدلى بها عن الحكم الصواب أو الأصوب.
أهم شيء أن يتحرى الإنسان الحق، ويجاهد نفسه في التخلي عن رغباته الذاتية، وبخاصة إذا كانت تتعارض مع الحق، ويحذر نزغات الشيطان؛ فإنه يغتنم فرط الشهوة وفرط الغضب.