على أي أساس اعتمد العلماء مسافة القصر في السفر بأنها ٨٠ كيلو متر؟ أرجو ذكر ما قاسوا عليه. أثابكم الله.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن من أبرز ما اعتمد عليه العلماء في تحديد مسافة القصر ما يأتي:
١- رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بسند ضعيف أنه قال:"يا أهل مكة لا تقصروا في أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان" رواه الطبراني في المعجم الكبير (١١١٦٢) والدارقطني (١/٣٨٧) والبيهقي (٣/١٣٧) .
٢- وقد صح الحديث السابق موقوفاً على ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سئل: أنقصر الصلاة إلى عرفة؟ قال: لا، ولكن إلى عسفان وإلى جدة وإلى الطائف". [التلخيص الحبير ٢/٤٦] .
٣- وكان ابن عمر وابن عباس -رضي الله عن الجميع- يصليان ركعتين ويفطران في أربعة بُرُدٍ فما فوق.
٤- وقد ركب ابن عمر -رضي الله عنهما- إلى ذات النصب فقصر الصلاة، وبينها وبين المدينة أربعة برد. [فتح الباري ٢/٥٦٦] .
والبرد جمع بريد، والبريد العربي يقدر بـ (٢٢.١٧٦ كيلو متر) وعلى هذا التقدير فمسافة القصر تساوي (٨٨.٧٠٤)(كيلو متر) . [الفقه الإسلامي وأدلته ١/٧٤-٧٥] .
وهذا قريب من المسافة الفعلية بين مكة وجدة، وبين مكة والطائف كما هو مشاهد.
والخلاف في المسألة طويل وقديم، وقد ساق بعض أهل العلم عشرين قولاً للعلماء في هذا الباب. والله سبحانه وتعالى أعلم.