عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية /اجتماعية أخرى
التاريخ ١٣/٠٤/١٤٢٦هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أنا شاب ملتزم -ولله الحمد- أبلغ من العمر ١٩ عاماً، ومشكلتي كالآتي: تخرجت العام الماضي من الثانوية العامة، وحصلت على المركز الأول على مستوى منطقتي، فحصلت على جائزة، وهي عبارة عن بعثة للدراسة في أمريكا في التخصص الذي أرغبه، فاحترت حيرة لا يعلم بها إلا الله، واستخرت مرات عديدة، وشاورت الكثيرين، واختلفت الآراء، في العطلة قمت بالتقديم لإحدى الجامعات في بلدي، فتم قبولي ولله الحمد والمنة، وطبعاً وافقت على البعثة استجابة لرغبة الأهل وغيرهم- وهي لم تكن رغبتي-، وقبل نهاية العطلة قمت بالتقديم لتأشيرة طالب في السفارة الأمريكية ببلدي، وتم قبول طلبي، وخرجت التأشيرة بعد أسبوع، وقد أخذت موافقة من الكلية في بلدي بأني ربما أعود السنة القادمة إذا حصل لي أي ظرف أو عدم ارتياح للدراسة بالخارج أو غيره، سافرت لأمريكا وأنا أكتب مشكلتي منها الآن، سافرت وليس لدي رغبة في السفر، وأنا الآن أدرس اللغة الإنجليزية في مركز متخصص لذلك، وبرنامج البعثة هو أن أكمل دورة اللغة ثم التحق بالجامعة التي أريد، افتقدت صلاة الجماعة، فقليل ما نصلي جماعة؛ حيث إني أسكن بعيداً عن المساجد، وافتقدت حلقات القرآن، وافتقدت الجو الروحاني، والإخوة الذين كانوا معي في الجامعة في بلدي، فهنا كل من حولي كفرة، والمسلمون الذين معنا لم أجدهم كما توقعت - أعني من هم في سني-، بدأت أقصر كثيراً في ديني والله المستعان، لست كما سبق، افتقدت كل شيء، لحسن الحظ وجدت أن تأشيرتي مدتها ٨ أشهر، حيث تنتهي قبل عطلة الصيف في بلدي بأسابيع، وبالتحديد في اليوم الذي أكمل فيه الدراسة في مركز اللغة الإنجليزية، أتمنى أن تنصحوني وترشدونني إلى الصواب، هل أكمل الدراسة في أمريكا وأصبر برغم كل ما سبق؟ أم أعود لأكمل الدراسة في بلدي، حيث إن ذلك أصلح لديني وأسعد لنفسي؟ أرجو نصحي جزاكم الله عني خير الجزاء؛ فأنا في حيرة.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل: أنت بعقل الرجل الراشد ذي الأربعين، وإن كنت في سن التاسعة عشرة، أنت رجل بحق، وقليل من يكون في مثل عقلك وهو في مثل سنك، أُكْبِر هذا العقل، كم من شاب في مثل سنك يحلم أن يقيم حيث تقيم، حيث لا رقيب ولا تقييد لحرية ... يختار ما يشاء ويفعل ما يريد، فالشهوات مباحة، والعلاقات المحرمة متيسرة، والمحظورات مرفوعة.
أما أنت ففي قلبك البذرة الصالحة التي تكوَّنت في ذلك المجتمع الطيب مع الصحبة الأبرار في جامعتك السابقة، وحسن تربية أبيك لك ودعاء أمك، هذه البذرة ليست إلا الإيمان والخوف من الرحمن، وهي التي دفعتك إلى أن ترسل هذه الرسالة تطلب المشورة.