عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/آداب الذكر
التاريخ ٢١/٢/١٤٢٣
السؤال
هل هناك حديث صحيح يحث على البكاء أو التباكي عند قراءة القرآن؟
الجواب
جاء في الحث على البكاء عند تلاوة القرآن ما رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، قال:"سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا" الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه (١٣٣٧) ، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/٢٣١) ، وأبو يعلى في مسنده (٦٨٩) ، من طريق عبد الرحمن السائب، عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، بسند ضعيف، لكن قد جاء في الكتاب والسنة ما يدل على أن من شأن تالي القرآن الكريم أن يخشع عند تلاوته ويرق قلبه، فإن الله -تعالى- قد أخبر أن هذا القرآن الكريم لو أنزل على جبل وهو حجر أصم لخشع منه فكيف بابن آدم وهو يعقل معانيه؟ يقول -تعالى-: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً"[الحشر:٢١] ، وقال -جل وعلا-:" وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً* قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً* ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا* ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً"[الإسراء:١٠٦-١٠٩] وكان من شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبكي عند تلاوة القرآن الكريم وتسيل دموعه، ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان (البخاري (٤٥٨٢) ومسلم (٨٠٠)) وغيرهما عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم-:" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حسبك فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان"، وكذا كان حال السلف -رضي الله عنهم- مما يطول الكلام بذكره، والمقصود أن البكاء عند تلاوة القرآن الكريم أمر مشروع، وهو من كمال التدبر والفهم لمعانيه قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله-: "البكاء مستحب مع القراءة وعندها"، قال:"وطريقة تحصيله أن يحضر في قلبه الحزن بأن يتأمل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص، فليبك على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب"اهـ، والله المسؤول أن يرزقنا قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً، وبالله التوفيق.