عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/عقبات في طريق التربية
التاريخ ٢٦/٠٧/١٤٢٥هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على هذا التواصل الدائم.
لي ابنة تبلغ السادسة عشرة من عمرها، اشتركت في إحدى المنتديات هي واثنتين من زميلاتها بأسماء مستعارة، وكنت أراقبها منذ البداية دون أن تشعر، ولم أجد شيئا يقلقني عليها، ولكني أريد استشارتكم في هذا الأمر؛ لأني أخاف أن يتطور إلى أكثر من ذلك، خصوصاً أن هناك أعضاء ذكوراً، كيف أتعامل معها؟ هل أخبر أباها لأنها؛ تسمع كلامه وتخافه؟ أم أكتفي بالكلام معها وتوجيهها؟ مع يقيني بأنها لن تقتنع بكلامي، وستعتبر أني أعطيت الموضوع أكبر من حجمه، ثم إني أخاف من ردة فعلها وقولها بأني أتجسس عليها، وبالتالي تأخذ حذرها مني، أفيدوني؛ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الكريمة السائلة: إن مما يسر حرصك الدائم على ابنتك، ومحاولة مراقبتها دون أن تشعر؛ لأن هذه السن (١٦ سنة) سن المراهقة الذي لا بد فيه من المراقبة ومن ثم التوجيه للفتاة خاصة في هذا الزمن، ومن المبادئ للتربية الناجحة الصحيحة ألا يعطى الأولاد كل ما يطلبونه إذا كنا نعرف أنه قد يجرهم إلى ما فيه الشر، ومن الخطأ أن الفتاة في مثل هذا السن يوفر لها الدخول في المنتدى؛ لأنها غير ثابتة وغير ناضجة عقلياً، فلا تعرف الخطأ من الصواب، والنافع من الضار، وهي في سن توهج عاطفي فيسهل استدراجها من قبل العابثين بعقول الصغيرات والمتلاعبين بعواطفهن، وقد تدخل على مواقع إباحية بطريقة أو بأخرى، ثم يتغير مسار الفتاة، وإن لم تعمل ذلك فلا أقل من تضييع الوقت في سفاسف الأمور غير النافعة، فأرى أن تقومي بالتوجيه المستمر لابنتك دون أن تعلم أنك اطلعت على شيء من ذلك، ومن ثم إذا انتهى الاشتراك في المنتدى عدم التجديد لها، ويمكن أن يكون الرفض من قبل الوالد لأي عذر، وأيضاً يوضع الإنترنت في موقع عام في البيت كالصالة التي يرتادها جميع من في المنزل؛ حتى لا تستطيع استعمال ما لا يليق، أو الدخول في مواقع أخرى، وأخيراً: فلا بد من الوصاة بالدعاء، ادعي الله أن يصلح الله ابنتك ويهديها ويدلها على الخير، وقد قال الله -تعالى-: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"[البقرة: ١٨٦] . أسأل الله لك التوفيق.