للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سنة الخلفاء الراشدين]

المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

أصول الفقه / الأحكام وأدلتها/أدلة الأحكام

التاريخ ١٦/١١/١٤٢٢

السؤال

ما المقصود بالحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " هل جميع ما يصدر من الخلفاء الراشدين سنة؟ أم هي مقتصرة على سنة الخلافة والحكم؟ وهل السنة أخذ فعل النبي أم فعل الخليفة بعد وفاة النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام -؟

الجواب

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله الشرفا وعلى أصحابه الوفا، ومن لآثارهم اقتفى، أما بعد:

فجواباً على سؤال السائل عن حديث: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " وعن المقصود بسنة الخلفاء وما إلى ذلك، أقول وبالله التوفيق:

هذا جزء من حديث صحيح مشهور وهو من أصول الدين العظمى، وهو حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - الذي جاء فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم-:

" أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " رواه أبو داود (٤٦٠٧) والترمذي (٢٦٧٦) وابن ماجة (٤٣) والدارمي (٩٦) وأحمد (١٧١٤٢) واللفظ لأبي داود. والمقصود بالسنة في هذا الحديث: الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه - صلى الله عليه وسلم- وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، وفي الأمر بالتمسك بسنته - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين بعد أن أمر بطاعة ولاة الأمور إشارة إلى أنه لا طاعة لأولي الأمر إلا في طاعة الله، وفيه أيضاً دليل على أن سنة الخلفاء الراشدين متبعة كاتباع سنته - صلى الله عليه وسلم - بخلاف غيرهم من ولاة الأمور الذين إنما يطاعون في الطاعة. وعلى هذا فسنة الخلفاء الراشدين حجة يلزم اتباعها في حالات، منها:

الأولى: مع موافقة النص من الكتاب والسنة.

الثانية: مع إجماع أربعتهم - رضي الله عنهم - (وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، دون مخالف لهم من الصحابة)

الثالثة: إذا اجتهد أحد الخلفاء في مسألة لا نص فيها ولا نعلم له مخالفاً من الصحابة.

الرابعة: إذا اجتهد أحد الخلفاء في مسألة لا نص فيها، ولم يخالفه منهم أحد، بل خالفه غيره من الصحابة، فأكثر السلف على تقديم قول أحد الخلفاء على من سواه.

وهذه المسألة مسألة كبرى من أصول السنة، وفيها كلام طويل لأهل العلم، والله أعلم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>