[نشوز زوجتي لا يطاق!]
المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/سوء العشرة
التاريخ ٣٠/٠٥/١٤٢٧هـ
السؤال
تدور بيني وبين زوجتي مشكلات تتمحور في الآتي:
أولها: كان في الدين والتبرج والحجاب والمحافظة على الصلاة في وقتها.
الثاني: عدم تأدية حقوقها الزوجية، والعناد في كثير من الأمور، وعدم الاهتمام بنفسها لي من التزين وغيره، وعدم تقدير الجهد الذي أبذله في عملي. وتدور في مخيلتي عدة تساؤلات:
١- هل أتزوج من امرأة أخرى؟
٢- بدأت أحس بأني لا أحبها وأريد الابتعاد عنها، فكيف أتصرف؟
٣- هل تنصحوني بإخبارها بأني سوف أتزوج من الثانية ومتى؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
أخي الفاضل أنصحك بما يلي:-
١-أذكرك بأن إصلاح النفس البشرية يحتاج إلى وقت كبير، وخصوصاً إذا لم يكن ذلك بعد دَفْعةٍ قوية ناتجة عن هداية، أو حدث حياتي مؤثر.
لذلك أدعوك إلى الصبر على زوجتك كثيراً حتى تستقيم على شرع الله، وعلى نمط حياتيٍّ ترضاه أنت. أرجو الله الكريم أن يعجل بذلك.
٢- ومع هذا الصبر تستمر محاولات التأثير عليها، وتسلك:
أ- التأثير القلبي الإيماني بالتذكير بالله عز وجل وثوابه وعقابه، ورضاه وغضبه، وحبه وبغضه، وغير ذلك. وتسلك أيضاً:-
ب- التأثير القلبي العاطفي الذي يدغدغ المشاعر، ويذكر بالسعادة الزوجية، وسعادة الأولاد، وإقامة أسرة سعيدة ترفع الرأس، وغير ذلك وتسلك أيضاً:-
ج- التأثير العقلي بالإقناع بالصواب والخطأ عن طريق الحجج العقلية، وذكر الآثار السيئة الناتجة عن التصرفات الخاطئة.
وهذا الأمر يحتاج إلى بعض الاستعداد منك، كما يحتاج إلى الصبر. وأسأل الله لك التوفيق.
٣- من الأمور المستحسنة بعد المحاولات الشخصية المتعددة: إدخال أحد الحكماء من العائلة ليقوم بنصحها وإرشادها، ويُكتفى بشخص واحد حتى لا تتعدد وتكثر وجهات التوجيه والإرشاد.
٤- بعد استخدام الأسلوب السابق وعند عدم الجدوى: ينظر إن كان الهجر يتوقع أن ينفع ويأتي بمردود جيد فلا بأس باستخدامه.
٥- إن لم ينفع ذلك أيضاً يمكن استخدام وسيلة إظهار الرغبة بالزواج من ثانية، ولكن قبل استخدام هذا الأسلوب فكر في جدواه فليس يصلح مع كل النساء، وأفضل أن يكون هذا الأمر بينكما لا يسمعه طرف ثالث حتى لا يكون سبباً لتحطيمها وبالتالي عنادها.
وبعد وصول الخبر إلى مسامعها أعطها فرصة طويلة لتصل الفكرة إلى أعماقها، وتفكر في تبعاتها وآثارها لعل ذلك يكون أبلغ في ردها إلى الصواب.
٦- إن لم يؤثر هذا الأسلوب واستمرت في عصيانها لله عز وجل، واستمرت في تقصيرها في حقوقك الزوجية، فاصبر عليها إن أردت واستطعت فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً". [النساء:١٩] .