للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هذه مجالسهن فهل أعتزلهن؟]

المجيب سلوى بنت صالح بابقي

مساعد إدارة النشاط الثقافي بتعليم البنات.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/اخرى

التاريخ ١٤/٠٣/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم.

صديقاتي ونساء عائلتي يختلفن عني اختلافاً تاماً في الأفكار والاهتمامات، لذلك لا أحب مجالستهن ولا التحدث معهن، وإن جمعنا مكان أو حديث أتضايق وأثور عليهن بالنقد واللوم؛ لأنهن نامصات، ولتشبهن بلبس الكافرات، ولإسرافهن في الزينة من مساحيق وإكسسوارات، وضياع الراتب في التباهي في السفر، أو قضاء الإجازات في الملاهي ونحوه، فكيف أتعامل معهن، وأنقذهن مما هن فيه؟ وهل أخطأت إن تجنبت الجلوس معهن، أو أكثرت من اللوم والعتاب لهن؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الأخت السائلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

سؤالك من شقين:

الأول: كيف تتعاملين معهن؟.

الثاني: هل أخطأت إن تجنبت الجلوس معهن؟.

الجواب: يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم-: "المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم" أخرجه الترمذي (٢٥٠٧) ، وابن ماجة (٤٠٣٢) ، وغيرهما من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وهذا لفظ ابن ماجة.

فالخلطة نوعان: نوع يعين على الخير، نوع يعين على الشر، فالأول مطلوب مرغب فيه، والثاني منهي عن الاستجابة له، بمعنى أن المرء يخالط هذا الصنف بغية النصح لا التأثر، والمسلم الواجب عليه صلة رحمه وبرهم والإحسان إليهم، وهم أولى الناس بالنصح، وكونهم على معاصٍ فهذا ليس من أسباب القطيعة، بل الواجب إنقاذهم منها ولكن بالتي هي أحسن، قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" [النحل: ١٢٥] ، وقال سبحانه في حق نبيه: "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" [آل عمران: ١٥٩] .

فالنصح حتى يكون مثمراً لا بد له من أمور:

(١) العلم بما تدعو إليه.

(٢) العلم بحال المدعو.

(٣) الصبر على ذلك.

فعليك بالمثابرة والمصابرة في إصلاح حال من تجالسين؛ لأن ذلك فيه خير لك، أما عدم المجالسة أو كثرة اللوم فلا ينبغي أن تصدر من مسلم عرف ما له وما عليه.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>