للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجها يأتي الفواحش ويعاقر الخمر، فهل لها أن تمتنع من الإنجاب؟]

المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ فقه الأسرة/ عشرة النساء/العزل والإجهاض وتحديد النسل

التاريخ ٢٣/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

متزوجة منذ ست سنوات من زوج عاصٍ يزني ويشرب الخمر، ويأتي جميع المعاصي, صابرة عليه، عسى الله أن يغير حاله من حال المعصية إلى حال الإيمان، لي منه ابنتين، أنجبت الأولى قبل معرفتي بحال معصيته، والثانية حملت بها كوسيلة لإصلاحه، ولكن دون جدوى ... فقررت عدم الإنجاب منه في الفترة الحالية إلى أن يصلح حاله ويتوب، ولكنه مصرّ على إنجاب المزيد على الرغم من أنه لا ينفق عليهم ولا يتحمل مسئوليتهم، وأنا أتكفل بهذه الأمور ... ا

لسؤال: هل يجوز لي الامتناع عن الإنجاب مع العلم أني أحب الأطفال؟ لا تحرموني دعاؤكم لزوجي بالهداية، جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالجواب: أنه إذا كان حال زوجك ما ذكرتِ في سؤالك من أنه يزني ويشرب الخمر، ويأتي جميع المعاصي، فلك الامتناع عنه وعن الإنجاب، كما جاء في سؤالك إلى أن يتوب. وإذا لم يتب فالأولى لك مفارقته، بل ذهب جمع من أهل العلم إلى عدم جواز نكاح العفيف للزانية، ونكاح العفيفة للزاني؛ لقوله تعالى: "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين" [النور: ٣] ، هذا وجاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي في (ج٦ ص٧٢) ، ما نصه: (اعلم أن العلماء اختلفوا في جواز نكاح العفيف الزانية ونكاح العفيفة الزاني، فذهب جماعة من أهل العلم منهم الأئمة الثلاثة إلى جواز نكاح الزانية مع الكراهة التنزيهية عند مالك وأصحابه ومن وافقهم) ، ثم ذكر الأدلة إلى أن قال: (وقال جماعة أخرى من أهل العلم: لا يجوز تزويج الزاني لعفيفة، ولا عكسه، وهو مذهب الإمام أحمد، وقد روى عن الحسن وقتادة) ، ثم ذكر الأدلة.

هذا ولا أقول لك بأن ما فعله من المعاصي والتي منها الزنا يستوجب فسخ النكاح بينكما إلا أنني أرى أن الأولى عدم البقاء معه حتى يتوب، وعليك قبل ذلك بمناصحته وعمل كل الأسباب لإصلاحه؛ لعله يهتدي.

نسأل الله له ولضال المسلمين الهداية، إنه على كل شيء قدير وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>