للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القرب الحسي والمعنوي من الله تعالى]

المجيب أ. د. ناصر بن عبد الكريم العقل

أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات

التاريخ ١٨/٤/١٤٢٤هـ

السؤال

أرجو أن تبينوا لنا قول أهل السنة عن قرب العباد من ربهم والرب من عباده، وهل يكون الشخص الذي في أعلى الجبل أقرب إلى الله من الذي في أسفله؟ أرجو إجابتي عن هذه الشبهة.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قال الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة:١٨٦] ، والله تعالى أعظم وأجل من أن تقاس أحواله على أحوال خلقه، ولذلك ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" رواه مسلم (٤٨٢) ، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- مع أن السجود أخفض من الركوع والقيام في مقاييس الخلق، فالله تعالى ليس كمثله شيء، ولا تضرب له الأمثال.

ولذلك لا يجوز افتراض مثل هذه الشبهة، فالمسلم إذا عظم الله تعالى حق التعظيم، تهيب من افتراض الأحوال، وإذا تمادت به الخيالات والأوهام فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقول آمنت بالله، ويستشعر عظمة الله -تعالى- بقلبه ومشاعره وجوارحه وفي كل أحواله. وعليه لا ينبغي السؤال في حق الله تعالى، ويجب على المسلم كذلك أن يسلم بالنصوص الثابتة في أسماء الله وصفاته وأفعاله، ويؤمن بأنها حق على ما يليق بجلال الله وعظمته سبحانه من غير تمثيل ولا تأويل.

فالإنسان لا يدري كيفية نفسه وعقله وروحه وكثير من الخلق، والله أعظم وأجل -تبارك ربنا وتعالى- "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [الشورى: ١١] .

<<  <  ج: ص:  >  >>