الخلاف في توريث الإخوة مع الجد قديم لعدم ورود نصّ قاطع في هذه المسألة، وللسلف في ذلك قولان:
أحدهما: توريث الإخوة مع الجد؛ لأن كلاً منهما يدلي بالأب، وهو قول علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم- وهو مذهب الإمام مالك، والإمام الشافعي- رحمهما الله تعالى- والمشهور عن الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-.
الثاني: جعله أباً فيسقط الإخوة، وهو قول بضعة عشر من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- منهم أبو بكر الصديق، وابنته عائشة أم المؤمنين، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو موسى الأشعري، وعمران بن حصين، وجماعة من التابعين، وهو قول أبي حنيفة وإسحاق بن راهوية والمزني وابن سريج وابن المنذر، وهو رواية عن الإمام أحمد أخذ بها بعض أصحابه، وهو الراجح - إن شاء الله- لأدلة كثيرة لا يتسع المجال هنا لبسطها. والله أعلم، وصلى الله على محمد.