أمي امرأة أمية، لا تعرف القراءة ولا الكتابة، وقد ختمت القرآن وتصدقت به عليها، ودائماً كلما أقرأ أتصدق عليها، فهل يجوز ويقبله الله؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قراءة القرآن وإهداء ثوابه لحي أو ميت مسألة داخلة في قضية إهداء ثواب القربات والطاعات، فمن أهل العلم من منعها إلا ما قام الدليل على جوازه والإذن به كالصدقة والحج وقضاء صوم النذر عن الميت ونحوه، ومنهم من أجاز ذلك مطلقاً في العبادات المالية والبدنية وهو مذهب الحنابلة وهو أوسع المذاهب في هذه المسألة، وعلى كل حال فالقول بجوازه لا يعني أفضليته ومشروعيته بذاته وإنما جوازه فقط، والذي أنصح به السائلة أن تسعى لما هو أكثر أجراً وأعظم نفعاً وهو الدعاء الذي هو مشروع بالاتفاق للغير حياً أو ميتاً، وهو المنصوص عليه في الحديث الصحيح:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"، وكذلك الصدقة عنها، ثم أنصحك أيضاً بمحاولة تعليمها بعض السور القصيرة وتحفيظها لها والتدرج في ذلك؛ حتى تعتاد على قراءة القرآن ويمتلئ جوفها به ويحيا به قلبها، وتسلم من الوصف المترتب على الجوف الخالي من القرآن:"كالبيت الخرب" رواه الترمذي (٢٩١٣) وغيره من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومن تشبيهه بالميت "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" رواه البخاري (٦٤٠٧) ، ومسلم (٧٧٩) من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.