للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل اليهود والنصارى إخوان لنا؟]

المجيب أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان

عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً

الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار

التاريخ ١٨/٢/١٤٢٣

السؤال

هناك أحد المدرسين يقول لطلابه: لا تقولوا إن اليهود إخوان القردة والخنازير، ولا تسبوهم فديننا ليس دين سب وشتم، بل هو دين دعوة، وأن اليهود والنصارى إخوان لنا لأنهم أهل دينٍ سماوي، فما رأيكم أثابكم الله، وكيف نرد عليه؟

الجواب

قول هذا القائل خطأ مجانب للصواب، فقد ثبت في مسند أحمد (١٣٥٣١) -وأصله في الصحيحين- أن اليهود دخلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السام عليك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" السام عليكم" فقالت عائشة: السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير، ولعنة الله وغضبه. فقال:" يا عائشة، مه" فقالت: يا رسول الله، أما سمعت ما قالوا؟ قال:" أوما سمعت ما رددت عليهم؟ يا عائشة، لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه".

ففي هذا الحديث لم ينكر على عائشة مقولتها في اليهود، وإنما وجّهها إلى حسن الخطاب لا غير، وأيضاً اليهود والنصارى لعنهم الله في كتابه في قوله: "لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ... " [المائدة:٧٨] ، فتبين أن لعن من لعنه الله ورسوله ليس شتماً، وإنما الشتم المذموم للواحد المعين منهم؛ لأن شتمه حينئذ لا ينفع المسلم بشيء، بل جاء النهي عن لعن الشيطان أو سبّه كما هو ثابت بالسنة النبوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>