للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجتي وأهلها غير ملتزمين]

المجيب جماز عبد الرحمن الجماز

مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بشقراء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني

التاريخ ٢٩/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم.

تزوجت زوجة من أسرة شديدة البعد عن الله، التزمتُ والحمد لله بعد زواجي منها مباشرة، وزوجتي شديدة البعد عن الله بحكم ما زرع فيها أهلها، وهم يعارضوني في كل شيء ويؤثرون عليها كثيرا مما يعوق هدايتها واستماعها لنصحي، طلقتها بعد أن تعبت كثيرا في المحاولة معها لمدة سنتين، لكن ارتباطها الشديد بأهلها أعاق ذلك، لدي منها طفل رضيع أخشى عليه منهم، أعلم بأن فيها خيرا كثيراً، مستعد لردها قبل العدة والصبر عليها، ولكني أخشى أن أحمل وزرها بحكم قوامتي، فهل حقا أحمل أثم أفعالها بالرغم من محاولتي معها أن رددتها أفيدوني بأسرع وقت أرجوكم قبل انتهاء العدة.

الجواب

الحمد لله رب العالمين وبعد:

فنرى لك إرجاعها قبل نهاية العدة، ورجعتك إليها يحصل بقولك: راجعتك، أو راجعت زوجتي فلانة، أو بجماعها، أو كلاهما معاً.

ويحتسب عليك طلقة إن كانت هذه هي الطلقة الأولى كما هو الظاهر في سؤالك. ولم يبق لك إلا طلقتان.

وهذا الكلام إذا ثبت طلاقك لها كما في السؤال. ونقترح عليك، إعادة المحاولة مرة أخرى في سبيل إصلاحها، ولعل طلاقك لها، قد أعطاها درساً هو آخر الدواء - إن شاء الله -.

ومتى كنت جاداً، فعليك بالآتي:

١. استعن بالله - عز وجل -، ولا تعجز، وفوّض أمرك إلى لله، وادعه دائما أن يسددك ويوفقك ويصلح زوجتك وذريتك. فالدعاء سلاح غفل عنه الكثير.

٢. إذا أرجعتها، فأشعرها بحبك لها، وأنك راغب فيها، وامدحها بصفات هي فيها.

٣. أطلب منها أن تتعاون معك، وأن أمنيتك الوحيدة في الدنيا هي هدايتها واستقامتها.

٤. خلصها من صديقات السوء، وأبدلها بصديقات طيبات خيرات يرتبطن بها من خلال معرفتك بزملائك الأخيار؛ لأن تأثير المرأة على المرأة أقوى من تأثير الرجل على المرأة، ولو كان زوجها أو والدها.

٥. لا تجعلها عند أهلها كثيراً، كن لها في مقام أهلها، أشعرها أنك جزء منها، أجلس معها كثيراً، إسمع منها كثيراً، تبادل معها الأحاديث كثيراً، مرضها إذا مرضت، اخدمها إذا احتاجت.

٦. لا يكن لديها فراغ، أشغلها بما يعود عليها بالنفع [قراءة+كتابة+حياكة+صنعة] ، واهتم أن يكون ذلك في تخصصها أو ميولها، ولا تتخلى عنها، ساعدها وشجعها.

٧. أخرج من بيتك الحرام [مقروءا + مسموعا + مشاهداً] واستبدله بالحلال مهما كانت الظروف والأحوال، والآن توفرت وسائل التسلية الحلال.

٨. حاول أن تسكن قريباً من أناس مستقيمين متدينين، وابتعد عن السكن قرب أهلها أو أماكن تخشى فيها على دينك وأخلاقك.

٩. عاملها بلطف، لا تكن قاسياً في الأمر والنهي، لا تفتش عن كل صغيرة، لا تسأل عن كل تافه، لا تفهم منك أنك متشدد، تريد كل شيء لا غبار عليه، أرضى باليسير. فسوف تجني الكثير الكثير، ولو بعد حين.

١٠. لا تقتر عليها في أكلها أو شربها أو ملبسها أو زيارتها، ابذل ما تقدر عليه بالمعروف، وسع عليها للمصلحة التي ترجوها، ولو كان الأفضل تركه.

<<  <  ج: ص:  >  >>