للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم النثار]

المجيب أحمد بن عبد الرحمن الرشيد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الأخلاق

التاريخ ٢٦/٦/١٤٢٤هـ

السؤال

لقد قرأت مرة أن أفعالاً كانت مكروهة في الجاهلية، وجاءت موافقة للخلق الإسلامي، ومنها (النثار) الذي ينثر بقايا الأكل من يده في الصحن، أو الذي يتكلم ورذاذ فمه يأتي على الطعام، وكذلك والأهم أولئك الذين يمسكون لحاهم (الذقن) ، ويلعبون بها، أو يشمونها، أو يدخلونها في أفواههم، وما يترتب على ذلك معروف، السؤال هو: ما حكم ما تقدم من ذلك في ديننا الكامل؟.

الجواب

لا شك أن ديننا الإسلامي ما ترك خيراً إلا دلنا عليه، ولا شراً إلا حذَّرنا منه، والمتتبع لسنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يجد الأمر في ذلك واضحاً جلياً، حيث أقر من أمور الجاهلية ما كان حسناً، وأبطل منها ما كان باطلاً، وقد أمر عليه -الصلاة والسلام- بمحاسن العادات ومكارم الأخلاق.

ومن المعلوم أن الشريعة نظمت كل ما يحتاج إليه الناس، في شتى شئون الحياة، سواءٌ أكان ذلك خاصاً بالإنسان، أم مشتركاً بينه وبين غيره من الناس، ومن نظر في أحكامها يجد أنها أمرت بالعدل والإحسان في كل شيء، قال تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" [النحل: ٩٠] ، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " رواه مسلم (١٩٥٥) من حديث شداد بن أوس -رضي الله عنه-.

أما جواب ما سألت عنه، فهو كالآتي:

النثار الذي كرهه بعض العلماء المقصود منه: ما يُنثر على الناس في العرس من الجوز واللوز ونحوهما، فيلتقطه الناس ويتجاذبونه، وكره بعض العلماء هذا الأمر؛ لأنه يشعر بالدناءة وعدم المروءة في التقاطه، والله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها، وقد يأخذه من غيره أحوج إليه، أو غيره أحب إلى صاحب المال منه.

أما الذي ينثر بقايا الأكل من يده في الصحن، أو الذي يتكلم ويخرج من فمه شيءٌ من الطعام فيسقط على الأكل، فهو مكروه؛ لأن هذا مما يستقذره الناس، ولا يرضونه، والمسلم يجب عليه مراعاة حال رفقائه دائماً، وهو مخالف للآداب الشرعية للطعام، والرسول صلى- الله عليه وسلم- أرشدنا إلى آداب الطعام، ومن ذلك ما رواه عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- أنه قال: كنت غلاماً في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" متفق عليه عند البخاري (٥٣٧٦) ، ومسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>