للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل ورد الأمر بالترضي عن الصحابة]

المجيب د. عبد الله بن عمر الدميجي

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

العقائد والمذاهب الفكرية/الصحابة وآل البيت

التاريخ ١٩/١/١٤٢٥هـ

السؤال

من المتعارف عليه بين المسلمين قول: - رضي الله عنه- بعد ذكر اسم الصحابي، ولكن هذا الأمر لم يأمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يفعله الصحابة - رضي الله عنهم- ولا التابعين، وهذا بخلاف الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الأمر إنما أدخل على الإسلام عن طريق بعض الناس في قرون لاحقة للقرون المفضلة بناء على رأي شخصي منهم، ولذلك شعروا بأنهم لا يخالفون أي شعيرة من شعائر الإسلام بل ووجدوه متوافقاً مع مبادئه (حتى لو لم يرد في وقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهل ما ذكرت صحيح؟.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فلا شك أن مما تعارف عليه المسلمون هو الترضي على الصحابة - رضوان الله عليهم- بعد ذكر أحدهم والترحم على من سواهم، وهذا وإن كان ظاهره الخبر إلا أن حقيقته والمراد منه الدعاء بمعنى اللهم ارض عنهم.

وهذا الاصطلاح لم يكن معروفاً في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا الصحابة - رضي الله عنهم-، ولكنه اجتهاد مستنبط من الآيات القرآنية التي وصفت الصحابة - برضوان الله عليهم-، كقوله -تعالى-: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه" [التوبة: ١٠٠] ، وقال -تعالى-: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" [الفتح: ١٨] ، وغيرها من الآيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>