للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل في القرآن ما يدل على خلافة أبي بكر رضي الله عنه]

المجيب د. عثمان بن جمعة عثمان ضميرية

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/الصحابة الكرام

التاريخ ٢٩/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم.

هل يوجد في القرآن ما يثبت أن أبا بكر - رضي الله- هو الخليفة الأول؟ هل يذكر القرآن الكريم أي شيء عنه؟ .

الجواب

الحمد لله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله، وبعد: فقد ذهب بعض علماء أهل السنة إلى أن خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -قد ثبتت بنص صريح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدل على تعيينه للخلافة، وقال بعضهم إن هناك نصوصًا غير صريحة في ذلك. كما في قوله- صلى الله عليه وسلم - للمرأة التي أمرها أن ترجع إليه في مسألة، فقالت: فإن لم أجدك؟ قال: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر - رضي الله عنه-" رواه البخاري (٣٦٥٩) ومسلم (٢٣٨٦) من حديث جبير بن مطعم وفي الصحيحين البخاري (٥٦٦٦) ومسلم (٢٣٨٧) ، أنه قال لعائشة رضي الله عنها: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتاباً"، وكذلك أحاديث تقديمه في الصلاة، وقوله عليه السلام: "مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس" رواه البخاري (٦٦٤) ومسلم (٤١٨) من حديث عائشة - رضي الله عنها -، ونحوها من النصوص النبوية. ولم يستدل أحد منهم على ذلك بآية من القرآن الكريم.

وهذه الأحاديث والوقائع ليس فيها نص صحيح صريح، أو غير صريح على خلافته- ولا

على خلافة غيره - وإنما تشير إلى فضيلة أبي بكر ومكانته، ولو كانت تدل على ذلك لما اختلف الصحابة - رضي الله عنهم - بشأن اختيار الخليفة في اجتماع السقيفة بعد وفاة النبي-صلى الله عليه وسلم- ولكنها تدل على صحة خلافته بالاختيار من الصحابة - رضي الله عنهم - لهذه الإشارات إلى تقديمه على غيره، وأنه أول الخلفاء الراشدين المهديين - رضي الله عنهم- لما استجمع من الصفات والمميزات التي تجعل الكل يتجه إليه بالاختيار والتقديم للخلافة، وبذلك كان أول الخلفاء الراشدين المهديين الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- بالتمسك بسنتهم.

وقد ذكر المفسرون أن عدداً من الآيات القرآنية الكريمة أنزلت في مدحه أو تصديقه، أو في أمر من شأنه، كالآية (٤٠) من سورة التوبة , وهي قوله تعالى: "ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" وأول سورة الليل، وفي سورة الزمر "والذي جاء بالصدق وصدّق به" [الزمر:٣٣] ، وكذلك قوله -تعالى-: "وشاورهم في الأمر" [آل عمران:١٥٩] ، وقوله: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" [الرحمن:٤٦] ، وغيرها من الآيات الكريمة. قالوا: المقصود بهذه الآيات الكريمة هو أبو بكر رضي الله عنه، وقد نقل ذلك السيوطي - رحمه الله في كتابه (تاريخ الخلفاء) . وذكر أيضا ما قاله العلماء من أن أبا بكر رضي الله عنه هو أول من أسلم إطلاقاً. وهو المشهور المستفيض في كتب السيرة والتاريخ. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ورضي عن صحابته أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>