للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجي يريد ثانية.. لا مانع!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/مشكلات التعدد

التاريخ ٢٥/٩/١٤٢٢

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولدي بنت وزوجي يرغب بالزواج من ثانية لكي تساعده وتحسن من وضعه المادي وأنا لا أمانع وأنا وهو متفاهمان فهل أنا مخطئة؟ انصحوني جزاكم الله خيرا.

الجواب

أيها الأخت الكريمة..

يبدو من سؤالك أنك وزوجك وأسرتكما في وضع مادي متدنٍ إذ ذكرت أنك لا تمانعين من زواج زوجك بامرأة أخرى تكون ضرة لك تشاركك بل وتناصفك هذا الزوج في سبيل تحسين وضعه المادي والمعيشي، ولذا يمكن النظر إلى هذه المسألة من أمور..

أولا: لا ينازع أحد أن ما تقومين به هو من النوع النادر لدى النساء، فطبيعتهن ترفض هذا الأمر بشدة فحالتك في حكم القليل النادر إذ ترفض المرأة عادة أن يتزوج الزوج بأخرى تشاركه فيه زوجها وحياتها، وما يجر ذلك من مسائل مجبولة عليها النساء من الغيرة المتبادلة بين الزوجات.

ثانيا: أيضا لا ينازع أحد أن التعدد مباح للزوج. فله بنص القرآن الزواج باثنتين وثلاث وأربع إذا قدر على المؤونة وحرص على العدل بينهن، وأقام بينهن بشرع الله، وتجنب الحيف والظلم.

ثالثا: أرى أن قصد الهدف لزوجك من زوجة ثانية على الرغبة في تحسين الوضع المادي ما يدعو إلى مراجعة هذا القرار بينكما، إذ أن مثل هذا الزواج إذا حدد بهدف مادي فقط معرض أكثر من غيره لأسباب الفشل، إذ قد يبدر سؤال عن مصير هذا الزواج إذا لم يتحقق هذا الهدف المنشود، ولم تتحسن حالته المعيشية والمادية.. هل سيستمر في الارتباط بتلك الزوجة مع ما يتوجبه من زيادة في العبء المادي المثقل لكاهله أصلا أم سيختار الخيار الثاني وهو الأصعب؟ ثم هل سيعاود المحاولة مرة أخرى ونعود إلى نفس التساؤل؟؟ هذه الأسئلة يجب أن تأخذيها وزوجك بعين الحساب قبل الإقدام على اتخاذ القرار.

رابعا: أخيرا قد يتغير الوضع عليك بعد زواج زوجك؛ فأنت الآن ربما لا تشعرين بمرارة الجوار والزواج الثاني لزوجك، فالكلام النظري غير الواقع العملي فعليك أن تتحملي تبعة هذه الموافقة وتحمل الألم النفسي الذي قد يأتيك جراء زواج زوجك، وإياك والتشنج أو الاضطراب أو تدمير حياتك الزوجية فيما بعد إذا ما أحسست بعدم التحمل والصعوبة في العيش مع زوج متزوج من امرأة أخرى، فالخاسر في النهاية هم أنت وابنتك.. هذا على أسوأ الأحوال وإن كنت أرجو ألا يحصل معك مثل هذه الأمور، إذ الواقع والتجربة يشهدان بنجاح وسعادة كثير من البيوت القائمة على التعدد في الزواج مادام التفاهم بين الزوج من ناحية والزوجات من ناحية أخرى قائم، والعدل والإنصاف موجود والتسامح والمغفرة متبادلة فيما بين الجميع.

وفقك الله وأسعدك وجميع بيوت المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>