ما ضابط الحلف على الله؟ "قوم لو حلفوا على الله لأبرهم".
الجواب
الوارد في هذا حديث حارثة الخزاعي:"ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جوَّاظٍ مستكبر"(رواه البخاري ٤٩١٨) .
وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: "ربّ أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"(رواه مسلم ٢٨٥٤) .
وحديث أنس في قصة الربيع بنت النضر التي كَسَرت ثنية جارية، فطالب أهلها بالقصاص، فقال أنس بن النضر: أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله، لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها، فقال يا أنس كتاب الله القصاص، فرضي القوم وعفوا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"(رواه البخاري ٢٧٠٣) .
والمقصود: أن من عباد الله من لو حلف يميناً على وقوع شيء طمعاً منه في كرم الله بإبراره لأبره، أي أوقعه الله إكراماً له، وصيانة له من الحنث لعظم منزلته عند الله.
وليس مراد أنس بن النضر في القصة السابقة رد حكم النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل المراد الرغبة إلى مستحق القصاص أن يعفو، وإلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشفاعة إليهم في العفو، وإنما حلف ثقة بهم ألا يحنثوه، أو ثقة بفضل الله ولطفه ألاّ يحنثه بل يلزمهم العفو، فعلم بهذا أن هذا القسم لا يتأتى من كل أحد، بل من المؤمنين الصالحين في حدود ضيقة، ولذلك لم يشتهر مثل هذا القسم عند السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم من نزل القرآن وجاءت السنة بالثناء عليهم والرضا عنهم، وأنّى لنا بمثل هؤلاء؟