للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السترة في الصلاة]

المجيب د. خالد بن علي المشيقح

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٢/٠١/١٤٢٧هـ

السؤال

هل هناك دليل على جواز صلاة الفرد في المسجد بدون سترة؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالسترة مستحبة على قول جمهور أهل العلم -رحمهم الله- وذهب بعضهم إلى وجوبها، وهو رواية عن الإمام أحمد -رحمه الله- ورأي ابن خزيمة والشوكاني.

والذي يظهر -والله أعلم- عدم وجوبها، والأدلة على هذا كثيرة، منها حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى إلى غير جدار. صحيح البخاري (٧٦) ، وصحيح مسلم (٥٠٤) .

ويؤخذ من هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى إلى غير سترة.

وكذلك حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس ... ". صحيح البخاري (٥٠٩) ، وصحيح مسلم (٥٠٥) .

فقوله: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس" يفهم منه أنه قد لا يصلي إلى شيء يستره من الناس.

وأيضاً مما يدل على عدم الوجوب أن السترة بالنسبة لحدها وردت بالاستتار بالبعير وبالسهم وبالخط، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صحيح البخاري (٤٣٠، ٤٩٨) ، وصحيح مسلم (٥٠١، ٥٠٢) ، وسنن أبي داود (٦٨٩) . وورد أيضاً عن بعض الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- الاستتار بما يجمعه من حصى ونحو ذلك، مما يدل على أنها ليست واجبة.

وعلى هذا: فكل من صلى منفرداً بدون سترة فإن صلاته صحيحة حتى على القول بأنها واجبة؛ لأن السترة على قولهم واجبة للصلاة وليست واجبة في الصلاة، والفرق بين الواجب في الصلاة والواجب للصلاة أن الواجب في الصلاة تركه يبطل الصلاة، وأما الواجب للصلاة فتركه عمداً لا يبطل. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>