للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعامل مع الموظفين الأكبر سناً!!

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية / الثقة/بالنفس

التاريخ ١/٤/١٤٢٢

السؤال

لا أريد الإطالة وهذا السؤال باختصار أنا أعمل في مؤسسة حكومية وقد ترقيت إلى رتبة رئيس قسم قبل فترة قصيرة والموظفين الذين هم تحت إمرتي كانوا زملائي من قبل السنين وهم يكبرونني في السن والمشكلة أنني أخجل من أمر أحدهم بعمل ما، أيضاً عند خطأ أحدهم استحيي من التنبيه عليه فلا ادري ما هي المشكلة عندي هل عدم الثقة أم ضعف الشخصية..؟

الجواب

أخي الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لتعلم يا أخي أن إصدار أي حكم على الإنسان في الأمور النفسية حتى وهو قريب منك " يحتاج إلى وقت وإلى ملاحظة وثيقة ومتقنة.

عندها قد تصدر حكما فرضيا " يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ.. ويتم التأكد منه وفق منهجية علمية مقننة.. ثم بعد ذلك تأتي مرحلة تحديد عمق المشكلة - إن وجدت - وحدتها وأخيرا البرنامج العلاجي المقترح لها.

هذا بشكل عام.. ذكرته هنا لأبين لك أخي الكريم صعوبة القطع بأي مشكلة من وراء حجاب.. وهو هنا حجاب الإنترنت!!!

أما ما يظهر لي مما ذكرته - باختصار - عن واقعك في العمل مع مرؤسيك فإني أولا: أهنئك بهذا الترقية وأبارك لك ... وأدعو الله أن يجعلها عوناً لك على الطاعة والخير.. وأن يسدد خطاك وأن يصلح لك وأن يصلح بك وأن يجعلك وإيانا مفاتيح للخير مغاليق للشر.

وثانيا لا أعتقد - أخي الكريم - أن ما تذكره عدم ثقة أو ضعف شخصية..!! ولكن - ربما - هو نوع من عدم الاعتياد.. والتقدير لهم خاصة وهم كما ذكرت يكبرونك في السن وقد يكونوا سبقوك في الموقع ذاته!!

على أية حال.. يحسب لك هذا الشعور النبيل تجاه زملائك ومرؤسيك.. في هذه الحدود ما لم يتجاوز ذلك إلى إخلال واضح من قبلهم في وقت العمل وآلياته.. وتساهل منك وخجل عن التنبيه والتوضيح والضبط والربط..!! مما يترتب عليه تأخر عن أداء العمل.. وتسيب في إنجاز المعاملات المطلوبة..!! هنا يحتاج الأمر إلى وقفة..!! بل وقفات جادة لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

وتذكر يا أخي الكريم.. أننا نتعامل مع أناس مختلفين في مستوياتهم العلمية.. وقدراتهم الفكرية.. وبيئاتهم الاجتماعية.. فما يناسب هذا في التعامل قد لا يناسب ذاك،..!! وما يفهمه هذا على أنه نوع من التقدير.. يفهمه الآخر على أنه نوع من الضعف والعجز..!! وهذه سنة الله في خلقه.. متفاوتون في أشياء كثيرة تصل أحيانا إلى التناقض التام.!!

ولذلك فإني أقترح عليك ما يلي:

أولا: أعتقد - جازما - أن الكثير من الناس لا يهمهم ولا يشكلهم التكليف أو الأمر. لأي عمل كان.. بقدر ما يشكلهم ويهمهم طريقته أو أسلوبه!!! ولذلك فاختيار العبارة المناسبة واللطيفة في التكليف أو التنبيه أو السؤال.. لها أبلغ الأثر في النفس البشرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>