للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يعمل في بنك ربوي فهل أهجره؟!]

المجيب سليمان بن إبراهيم الأصقه

رئيس المحكمة العامة بمحافظة بلقرن

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٢/٠٥/١٤٢٧هـ

السؤال

لي صديق من المقربين، يعمل في مؤسسة ربوية (البنك) علما أن هذه المؤسسة مالها حرام، أي أن الموظفين مداخيلهم الشهرية من هذا المال!

هل يجوز لي أن أصاحب هذا الصديق؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فالنصيحة هي: أنك تستمر في دعوته ونصيحته لترك العمل في المؤسسة الربوية، وتبين له "أن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ملعونون" من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن آكل الربا محارب لله ورسوله ماله ممحوق البركة، ودعاؤه مردود عليه، وإذا مات على ما هو عليه كان في قبره في نهر من دم يسبح فيه ويلقم الحجارة، وإذا قام يوم القيامة لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس كالمصروع -نسأل الله العافية-.

إن الربا من أخبث المكاسب التي تدخل جوف ابن آدم ولا يجوز للمؤمن أن يكون عونا عليه، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ولا بأس أن تهجره بسبب هذه المعصية عَلَّ ذلك ينفع معه، فإن أصر واستمر على غَيِّه ولم تكن له أي حجة إلا اتباع الهوى فإنه يجب عليك أن تبغضه في الله لهذه المعصية العظيمة، مع أنك تحبه للإسلام فإن الشخص الواحد قد يجتمع فيه من أسباب الولاء والمحبة وأسباب البراء والبغض ما يجعله يحب من وجه ويبعض من وجه. وهذا على المذهب الحق من مذهب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.

وبعد هذا فإن أصر على ما هو عليه، فإني لا أرى لك أن تصادقه وتجعله من أصحابك وخلانك، ولا مانع من إبقاء العلاقة العامة معه لأجل النصح، ولما له من صفات حميدة أخرى، مع تعاهده بالتذكير بين حين وآخر وتنويع ذلك بالأساليب المناسبة المؤثرة مرة بكلمة ومرة بزيارة ومرة بشريط وتستغل المناسبة الملائمة قال صلى الله عليه وسلم: "وكونوا عباد الله إخوانا" أخرجه مسلم (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وقال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة". قلنا: لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" أخرجه مسلم (٥٥) من حديث تميم الداري رضي الله عنه. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>