[ما الفرق بين الاستقراء والقياس؟]
المجيب علي بن عبد العزيز المطرودي
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ ٠٥/٠٣/١٤٢٧هـ
السؤال
ما الفرق بين الاستقراء والقياس مع ذكر بعض الأمثلة؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالفرق بين الاستقراء والقياس يتضح بما يأتي:
الاستقراء هو: تتبع جزئيات الشيء للوصول منها إلى حكم كلي يجمعها.
ومثال ذلك: الأمر المجرد عن القرائن يفيد الوجوب، والنهي المجرد عن القرائن يفيد التحريم، والعام يحمل على عمومه ما لم يرد له مخصص، ونحو ذلك، فهذه قواعد كلية شاملة تم التوصل إليها من النظر في جزئيات كثيرة تدخل تحتها أنتجت هذه الأحكام الكلية.
أما القياس فلا يخلو من أن يكون قياس جزئي على جزئي، أو قياس جزئي على كلي.
فقياس الجزئي على الجزئي كقياس الأرز على البر في جريان الربا في كل منهما، وقياس ضرب الوالدين على التأفيف في حرمة كل منهما.
أما قياس الجزئي على الكلي فمثاله قوله تعالى: "وأقيموا الصلاة" هذا أمر جزئي مجرد، وقد سبق في القاعدة الكلية أن الأمر المجرد يفيد الوجوب، إذاً الصلاة واجبة، فهنا تم إلحاق جزئية أمر الصلاة بالقاعدة الكلية المتعلقة بالأمر المجرد.
ومثال آخر: كل إنسان يموت، وخالد إنسان، إذاً خالد سيموت، فهنا ألحقنا جزئياً وفرداً من الإنسان تحت هذه القاعدة الكلية المتعلقة به.
ومما سبق يتضح أن الاستقراء هو: أخذ حكم الكلي من جزئياته.
والقياس: أخذ حكم الجزئي من جزئي آخر، أو من كلي.
وهناك فرق آخر في الدلالة، وهو: أن الاستقراء إذا كان تامًّا فإنه يفيد القطع واليقين، بينما القياس لا يفيد إلا الظن.
ومعنى كون الاستقراء تامًّا: أنه تم فيه تتبع جميع جزئياته، بحيث لم يبق منها شيء.
أما إن كان التتبع لمعظم الجزئيات فهنا تكون دلالته ظنية؛ لإمكان وجود شيء من الجزئيات التي لم تستقرأ تخالف الحكم الذي تم الوصول إليه. والله أعلم.