للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى "نحمد الله إليكم"]

المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٩/١١/١٤٢٦هـ

السؤال

إذا سئل بعض أهل العلم عن حاله، أجاب: "نحمد الله إليكم" فما معنى ذلك، وما الفرق بين الحمد والشكر؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقول القائل: "أحمد الله إليك" كما هو المتبع في الخطابات، معناه: إني أحمد الله على ما أولى وتفضل، فأنا بنعم الله أنهي إليك هذا الخبر، لأن هذا يأتي عندما يسأل الإنسان أخاه عن حاله، بقول: "أحمد الله إليك"، وأكثر ما تأتي هذه العبارة في الرسائل؛ لأن المرسِل يُبلغ صاحبه بما يتمتع به من نعم الله، فالكلام مضمن معنى: أنهي إليك هذا الخبر الذي يهمك أن تعرفه من حالي.

وأما الفرق بين الحمد والشكر، فالشكر: هو ما كان في مقابل نعمة من طاعة وثناء، وأما الحمد: فلا يختص بالنعم، بل يكون الحمد على ما كان نعمة وما لم يكن نعمة، فالله تعالى هو المحمود على كل حال على السراء وعلى الضراء وعلى كل أفعاله؛ لأنه سبحانه حكيم عليم في تدبيره وتقديره، فله الحمد على كل حال، بل الحمد كله له، كما قال تعالى: "الحمد لله رب العالمين".

فحمد سبحانه وتعالى نفسه، وعلَّم عباده كيف يحمدونه، فله الحمد وله الشكر كما أمر بذلك بقوله: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" [البقرة: ١٥٢] . والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>