السؤال هو: ما الفرق بين الصدقة والدين (السلف) من حيث الأجر؟ وما هي المنحة وما أجرها؟ بارك الله فيكم.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
الصدقة تبرع محض يقصد به ثواب الله -عز وجل- بالقصد الأول، ولا يراد منه عوض دنيوي أصلاً، فيخرج المتصدق من ماله ويقصد ما عند الله، وأما القرض فهو دفع مال لمن ينتفع، ويرد بدله وقد رجح ابن القيم -رحمه الله- أنه من باب الإرفاق والتبرع لا من باب المعاوضات، وفيه ثواب، لكنه لا يصل إلى ثواب الصدقة؛ لأن العوض وهو بدل القرض مقصود، ومما ثبت في فضله ما أخرجه ابن ماجة بسند صححه الألباني (ما من مسلم يقرض قرضاً مرتين إلا كان تصدقه مرة) ، وهذا الحديث يدل على فضل القرض، ويدل من وجه آخر على أن الصدقة أفضل منه.
وأما المنحة أو ما ورد في الحديث (المنيحة) فهي شبيهة بالقرض، وذلك أن المانح يدفع بهيمة الأنعام من ماعز أو ضأن أو بقر ينتفع الممنوح بما يستخلف منها ثم يعيدها إليه بعينها إن أمكن، لكنها في الفضل أعلى؛ لأنها تكون فيما يتلف عينه لكنه يستخلف، هذه هي الفروق بين هذه الأمور الثلاثة، وكلها على الراجح من عقود التبرعات. والله أعلم.