للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معاناة نفسية بسبب تخصصي الشرعي!]

المجيب صالح بن عبد الرحمن القاضي- رحمه الله-

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /القلق

التاريخ ٠٩/٠٧/١٤٢٦هـ

السؤال

أنا ملتزم منذ فترة طويلة، والتحقت في الجامعة بقسم الدراسات الإسلامية، وأعاني من حالة نفسية صعبة؛ حيث إن كل من يسألني عن قسمي يوهن من عزمي، وينصحني بالتحويل إلى قسم آخر؛ بحجة أنه لا أجد وظيفة بعد التخرج، وأتتني فرص للتحويل إلى أقسام أفضل في الحصول على وظيفة بعد التخرج، ووالدي يصر عليّ بالتحويل، وأنا بين نارين: نار ما بعد التخرج وفرص الوظيفة، ونار التحويل، فربما يضعف التزامي بعد التحويل، أرجو أن ترشدوني ماذا أفعل؟ علماً أني على وشك التخرج.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.

اعلم -أيها الابن الحبيب- أن الأمر أهون مما تتصور، فأنت تضخمه وهو لا يحتاج إلى شيء من ذلك، فلا تشغل بالك وتعطي الأمر أكثر مما يستحق، خاصة إذا اتضحت لك الأمور التالية:

(١) إنك -بحمد الله- مستقيم، ومن علامات الاستقامة التامة حسن الظن بالله والثقة به والاتكال عليه في شأن الرزق بعد فعل الأسباب. فأنت فعلت السبب فلست عاطلاً، بل تدرس ما سيكون له فيما بعد شأن مهم بإذن الله.

(٢) دخلت للكلية باختيارك ورغبتك وهذا مما سيكون له الأثر الأكبر في نجاحك بإذن الله، فلم تدخل برغبة غيرك، أو بمشورة لست مقتنعاً بها كل الاقتناع.

(٣) هل أنت الوحيد الذي تدرس في الكلية، بل معك طلاب كثيرون، ولو كانوا لا يتوقعون الحصول على الوظيفة بالشهادة لما دخلوها. فلماذا تنفرد أنت بهذا الظن فقط؟!.

لذا أوصيك بتقوية ثقتك بالله وإحسان الظن به، فلا يشغلك طلب الرزق قبل أوانه، وعليك أن تكون معتصماً بإيمانك بالله، ثابتاً كالجبال الرواسي، وليس كالشجرة تلعب الرياح بأغصانها. وأوصيك باستشارة خير المدرسين ممن تثق بدينه وخلقه وحسن مشورته، وكذلك استشر زملاءك ممن لهم صلة بالله، واجتهاد بدراستهم.

ووالدك بإمكانك إقناعه بأسلوب فيه تقدير واحترام، وتشعره بأنك حريص على طاعته، ولكنك تحب أن تكون دراستك فيما يناسب ويوافق ميولك.

إليك هذه الأبيات للإمام الشافعي- رحمه الله-:

توكلت في رزقي على الله خالقي *** وأيقنت أن الله لاشك رازقِ

وما يك من رزقي فليس يفوتني *** ولو كان في قاع البحار العوامقِ

سيأتي به الله العظيم بفضله *** ولو لم يكن مني اللسان بناطقِ

ففي أي شيء تذهب النفس حسرة *** وقد قسم الرحمن رزق الخلائقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>