للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أشعر أنني شريرة]

المجيب د. خالد بن سعود الحليبي

وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الوساوس

التاريخ ٠٧/١١/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تنتابني أفكار أحيانا أشعر أنها شيطانية، وأستغفر الله منها، وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكنها متكررة، وتأتيني دون أن أشعر، مثل أن أتمنى لصديقتي التي أحبها مصيبة أو كارثة، مع أنني أحبها في الله، وأدعو الله لها دائما بالخير، أحياناً تأتيني أفكار بأن أعمل لابنتي ما يؤذيها لا قدر الله! مع أنها قرة عيني وحبيبتي، الحمد لله أنها مجرد أفكار، ولم تكن في يوم من الأيام حقيقة، وأعوذ بالله أن أجر على مسلم سوء، لكن ما يحزنني أنني أشعر أنني شريرة، أو أن بي نفس شريرة توسوس لي بما أكره، مع العلم أنني أدعو الله أن يأتي نفسي تقواها ويزكيها، فهو خير من زكاها، هو وليها ومولاها. أفيدونا وجزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الكريمة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن الله -تعالى- قد جبل معظم النفوس على الخير، ولكن البيئة لها دور كبير في تبديل هذه الفطرة، وتغيير مجراها، ولعلك تعرضت خلال تربيتك في الصغر إلى نوع من الخلل في التربية؛ كالعسف والظلم والضرب، أو التدليل المفرط، وإتاحة الفرصة للتعدي على الآخرين دون رادع. ولم يلحظ علماء النفس سوى قليل من البشر لديهم نوازع عدوانية، قد لا يتعدون ٤-٧ في المليون، وذلك دليل على أن ذلك شاذ لا حكم له.

ولا يعني ذلك أنك لا تستطيعين أن تتخلصي من هذه التركة النفسية السيئة، بل احرصي على تزكية نفسك، وادعي الله كثيراً أن ينزع من تفكيرك هذا الوهم، واحرصي على نفع الآخرين والبر والصدقة والعمل الخيري بشكل عام، ففي ذلك تربية للنفس وتطهير، وما يحدث لك من الوساوس هو من الشيطان الرجيم. والله -تعالى- لا يؤاخذ العبد إلا إذا قال أو فعل، أما مجرد التفكير فهو معفو عنه، ودعي التفكير في هذا الموضوع نهائيا؛ حتى لا يسيطر على حياتك ويؤذيك. وفَّقك الله وسدَّد خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>