للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صحة حديث الافتراق!]

المجيب عمر بن عبد الله المقبل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠١/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

هل يصح حديث الافتراق إلى ٧٣ فرقة؟ وإذا صحّ هذا الخبر فما اسم الفرقة الناجية؟ هل اسمها "سلفي" أو "سني"؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فحديث الافتراق الذي أشرت إليه من الأحاديث التي تنازع العلماء في صحتها وضعفها، ولذا لم يخرج البخاري ولا مسلم شيئاً من طرق هذا الحديث، إلا أن الناظر في طرقه، وتعامل أئمة السلف معه، لا يتردد في الحكم بثبوته بمجموع طرقه، ولهذا صححه الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وهو قول أكثر المحدثين، بل بالغ بعضهم وجعله من الأحاديث المتواترة.

والفرقة الناجية لم تحدد الأحاديث اسمها إلا بما وقع في بعض طرق حديث الافتراق، بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أنا عليه"، وفي بعض الألفاظ: "هي الجماعة"، فلا ينبغي أن نتجاوز هذه الأوصاف الشرعية، فالفرقة الناجية، هم أهل السنة، وهم الحريصون على الجماعة -الذين التزموا ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه- قولاً وعملاً.

أما التسميات التي أشرت إلى بعضها فهي تسميات متأخرة، وليست العبرة بالتسمي بهذا الاسم أو ذاك، ولكن العبرة بحقيقة الانتساب، والتطبيق العملي لمنهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- في جميع شؤون الحياة، وليس في جانب الاعتقاد المحض فقط، فمنهج السلف الصالح منهجٌ متكامل، لا يحصر في مظهر، أو مسائل محدودة، بل شامل بشمول هذا الدين العظيم، فهو منهج يحكم ويضبط علاقة الإنسان مع ربه، ونفسه، ومع الزوجة، ومع الأهل، والأقارب، والجيران، والأصدقاء، بل ومع الأعداء.

إن ادعاء الانتساب إلى السلف -كما هو مشاهد اليوم- سهلٌ ويسير، والعبرة بالحقيقة والواقع لا بمجرد الانتساب، فاحرص على التمسك بالسنة، والالتزام بها ظاهراً وباطناً، ولا تنشغل بالألقاب كثيراً، فقد صار كثيرٌ ممن ينتحل هذه الألقاب يوالي ويعادي عليها بطريقة تخالف منهج السلف الذي ينتمي إليه، أو ينتسب له.

وعليك -أخي- بالتخلق بالأخلاق النبوية، خذها غضةً طريةً نقّية كما صحّت بها السنن والآثار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم انظر في أخلاق صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهم- وفي أخلاق أئمة الإسلام، متذكراً بأن القدوة المطلقة في ذلك كله هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما من سواه فيؤخذ من قوله ويترك، نسأل الله تعالى للجميع الهداية والتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>