نرجو منكم -يا شيخنا- أن تفيدونا برأيكم في كتاب الروح لابن القيم، خاصة فيما يتعلق برؤيا الأموات التي أوردها الشيخ الجليل، ففي قلبي منها شيء، خاصة ذكره لبعض المتصوفة مثل رابعة العدوية.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الرؤى والمنامات ما كان منها مندرج تحت أصل ثابت مثل مسألة عذاب القبر ونعيمه، وسؤال الملكين، ورد روح الميت إليه في وقت معين، وغيرها، فلا بأس بها للاستشهاد والاستئناس، لكنها لا تستقل بإثبات حكماً تأسيساً وابتداءً، وما كان منها في غير ذلك فلا عبرة بها، ولا يلتفت إليها، خاصة ما يستند إليه بعض المتصوفة من زعمهم رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أحد من الصحابة - رضي الله عنهم- أو الصالحين وادعائهم أنه ذكر حكماً أو دعاءً أو قبولاً لعمل معين مما ترده الأدلة الظاهرة، وأما الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له، ثم يفسرها عالم أو ناصح فهذه إحدى المبشرات كما صح الخبر بذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (٦٩٨٨) ، ومسلم (٢٢٦٣) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- على كل حال المسلم وطالب العلم يقرأ بروية وانتقاء وتدبر للدليل والمدلول، ويسأل أهل العلم حوله عما يجده ويشكل عليه. والله الموفق، والسلام عليكم.