هل يجوز لنا قراءة التوراة والإنجيل وما شابههما من قصص مخترعة، من دون تصديق لها ولا اعتقاد فيها؟ لأن الكثير من هذه القصص انتشر بين الأشخاص في الإنترنت.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
لقد نسخ القرآن جميع الشرائع والأديان، والكتب السابقة، قال تعالى:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه"[المائدة: من الآية٤٨] ، فنحن أغنياء بديننا وكتاب ربنا الذي فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا وحكم ما بيننا، وقد دل القرآن على أن الكتب السماوية السابقة من التوراة والإنجيل قد حرفت على يد اليهود والنصارى، والذي عليه أئمة السنة وعلماؤها النهي عن النظر في التوراة والإنجيل وما يجري مجراهما في الافتتان والتضليل؛ ككتب أهل الكلام والسحر والشعوذة، إلا ما كان في حدود حاجة أهل العلم ودعاة الإسلام لأجل الرد والمناظرة، والقراءة في التوراة والإنجيل حتى وإن كان عن غير اعتقاد لما فيهما لا يسوغ أبداً، وأقل ما فيه أنه عبث وإضاعة للوقت وصرف له عن القراءة النافعة والعمل الصالح، على أننا لا نسلم أنها لمجرد التسلية فقط، إذ لا بد من تأثيرها على المدى الطويل، وتكون رصيد قصص لدى القارئ ينساق مع مدلولاتها تلقائياً، إضافة إلى أن القراءة فيها كفيلة بكسر حاجز النفرة والبعد والبراءة من دين اليهود والنصارى، مما قد يورث القرب إلى مناهجهم والتقارب معهم والعيش بينهم.