[كيف أتعامل مع والدي الظلوم؟!]
المجيب سليمان بن سعد الخضير
مشرف مناهج بوزارة التربية والتعليم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين
التاريخ ٢٨/٢/١٤٢٥هـ
السؤال
أنا غضب المزاج، سريع الانفعال، عشت مظلوماً، وكابدتُ وحدي، وطُلقت أمي وطُردتُ من البيت لأشهر كثيرة، ووالدي يكرهني ويتلفظ علي بأقوال، بينما يحب إخواني من عماتي من غير أمي المطلقة، وأنا الآن بعد عمر ٢٤ عاماً لا أطيقه، وكثيراً مايردِّد كلاماً يزعجني فيه قذف لأمي وسب لأخوالي، وزواره قليل جدًّا، ويقوم بطرد ضيوفي، فهم يأتون في بيتنا (أنا وأخواتي من أمي) ، ما كيفية التعامل معه؟ حيث إنه يردد كلاماً جارحًا، ويذكرنا بأخطائنا ونحن صغار، وكلنا لا نرغب عندما يأتي إلينا، فهو يأتي في اليوم أكثر من ١٠ مرات، لكنه يذهب بعد أن يغضبنا ويتكلم أمام أبنائه من عماتنا، ما كيفية التعامل معه رغم أننا ضافرنا جهودنا، وحاولنا معه، لكنه كما هو.
الجواب
كنت أرغب الاستفصال أكثر عن بعض الفقرات الواردة في الاستشارة، وخاصة أسباب انفعال الأب ونوعية الكلام والأخطاء التي يقرّعكم بها، وحيث مضى زمن لم يرد أي اتصال وحتى لا يتأخر الرد عليك إليك هذه الإجابة التي أرجو الله أن يوفقني فيها ويوفقكم لتجاوز المشكلة.
من الواضح أن مشكلتك التي ترغب الاستفسار عنها هي حال والدك معكم وموقفك منه وكيفية التعامل معه، ولكنك أشرت في السياق نفسه إلى مزاجك الغضبي على حد وصفك.
ولذلك أقترح عليك أن تتعرف على وسائل وأسباب ضبط النفس، وأن تعود نفسك على ملك غضبك وتتيح لنفسك شيئًا من سعة الصدر وتحمل الضغوط؛ فإنك بهذه الحال تستحق الأجر من الله، وتسلم من مغبة الاسترسال في الغضب الذي لا تقتصر نتيجته على الآثار السلبية المتعدية بسبب الغضب، بل من المتوقع أن يفتك بك ويسبب لك أزمات عضوية كقرحة المعدة أو القولون العصبي، فضلاً عن الإنهاك العام الذي يعم سائر الجسد والنفس.
وأما عن والدك فلا أعرف لأي شيء يقف هذا الموقف أو يتصرف بذلك التصرف، ولا أكاد أتبين شيئًا من ذلك، وبخاصة أن وصفك للأمر جاء في سياق انفعالي من نفسية عصبية، وربما كتبت السؤال بعد موقف من هذا النوع، ومع ذلك فالذي يمكنني اقتراحه ما يلي:
- أن تطلب تدخل بعض الأقارب الذين يحظون بقبول لدى والدك، إما بأن يصارحوه بخطأ تصرفاته معكم، أو على الأقل يقنعوه بأن يراجع جهة استشارية للحد من العصبية والانفعال اللذين أتوقع أن يكون والدك متصفًا بهما.
- إذا كان من الممكن أن تنتقلوا عن البلد الذي يقيم فيه والدكما ولو لفترة وجيزة؛ لأي مبرر، فربما كان هذا نافعًا حتى تبدو أمامه أكثر نضجًا فيتفهم شأنكم.
- إذا لم يمكن السفر فقد ترون الابتعاد في السكن شيئًا ما، على الأقل يقل عدد زياراته لكم، وهذا ممكن في البلد الذي ذكرت أنك تسكن فيه.
- من المتوقع أن موقفه منكم نتيجة لموقفه من أمكم - مثلاً -، وبالتالي فلا بد من تحري السبب والتعامل معه بإنصاف.
- ربما كانت المشكلة موقفكم من إخوانكم لأبيكم، ومن حق إخوانكم تقبلهم والإحسان إليهم، ولعل في التعامل معهم ما يكون سببًا في تخفيف حدة والدكم.