للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل هي مطالبة بالتعويض؟]

المجيب عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ المعاملات/التعويضات المالية

التاريخ ٢٤/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

أعمل معلمة في مدرسة إسلامية في إحدى دول الغرب، قبل مدة جمعت أموالا من الطلاب لشراء كتب على أن تكون على شكل تأمين ثم نعيد للطلاب الثمن الذي دفعوه عندما يرجعون هذه الكتب للمدرسة، وبتقصير مني وضعت كامل المبلغ المتجمع من الطلاب لدى إدارة المدرسة ولم أطلب منهم أن يضعوه في الخزينة بل في خزانة الملفات، ولم أستلم إيصالا بذلك، وقد كنت أصل إلى المبلغ الأصلي وأضيف مبالغ أخرى إليه. وكان يجب علي الحصول على مثل هذا الإيصال، والذي حصل بعد ذلك أنني تغيبت عن المدرسة عدة أسابيع وعندما عدت وجدت تغيرا في أعضاء إدارة المدرسة. وقد بحثنا عن المبلغ المحفوظ فلم نجده وقمنا باستدعاء الموظفة المختصة فلم تعرف أين ذهب المبلغ. ويعتبر مكتب الإدارة مكاناً آمن ولا أحد يصل إلى الخزانة التي كان المال فيها إلا الموظفين. الآن قام الطلاب بإعادة الكتب ويطالبونني بإعادة المبلغ الذي دفعوه. ماذا أفعل؟ هل أنا ملزمة بإعادة هذا المبلغ من مالي الخاص لأنني لم آخذ إيصالا بالمبلغ من المدرسة؟.

الجواب

إن كنت أخذت الأموال من الطلاب بتوجيه من إدارة المدرسة فلا شيء عليك؛ لأنك في هذه الحال مؤتمنة من قبل إدارة المدرسة على استلام هذه الأموال وتسليمها إليهم، وقد قمت بأخذها من الطلاب وإعطائها المدرسة وعند ذلك تبرأ ذمتك.

وأما إن كنت أخذت الأموال باجتهاد منك ولم تأمرك إدارة المدرسة بذلك فإن الأمر لا يخلو من حالين:

الحالة الأولى: أن تكون إدارة المدرسة لم تفرط في حفظ هذا المال ولم تتعدّ عليه ففي هذه الحال يجب عليك أن تغرمي هذه الأموال للطلاب، وليس لك حق الرجوع على إدارة المدرسة بشيء.

الحال الثانية: أن تكون إدارة المدرسة فرّطت في حفظ هذا المال، فيلزمك إعادة الأموال للطلاب، وأنت تأخذين هذه الأموال من المدرسة.

وأما كونك لم تأخذي إيصالاً من إدارة المدرسة بتسلمها للمبلغ فهذا لا يعدّ تفريطاً في حفظ المال، ولكنه تفريط في توثيق حقك وبراءة ساحتك، ولهذا لو أنكرت إدارة المدرسة استلامها للأموال فإنك في هذه الحال ستقعين في مشكلة لأنه لا يوجد عندك ما يثبت أن إدارة المدرسة استلمت المال إلا إن كان عندك شهود يشهدون بذلك.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>