للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم من يقع في الشركيات عن جهل]

المجيب د. عثمان بن جمعة عثمان ضميرية

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

العقائد والمذاهب الفكرية/التكفير والعذر بالجهل

التاريخ ٣٠/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

ما هو موقف الإسلام ممن يمارسون أعمال شركية كبرى بسبب الجهل؟ هل يخرجون بذلك من ملة الإسلام؟ أرجو تقديم جواب مفصل بأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة - رضي الله عنهم- والعلماء.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فإن توحيد الله تعالى هو مفتاح دعوة الرسل جميعا- على نبينا وعليهم الصلاة والسلام- ولذلك يجب الاهتمام بالتوحيد والحذر من الوقوع في أي لون من ألوان الشرك أو الكفر، كما يجب على المسلم أن يتثبت ولا يسارع إلى الحكم على مؤمن بالكفر أو الشرك إلا بعد تحقق شروط التكفير وانتفاء الموانع التي قد تمنع الحكم على معين بالكفر، إذ قد يقوم الكفر بشخص ولا نحكم عليه بذلك، فنقول: هذا القول أو هذا العمل كفر أو شرك، ولكن الحكم على القائل أو الفاعل بالكفر لا يكون إلا إذا توفرت شروطه - كما تقدم -.

والذي يمارس أعمالاً شركية كبرى بسبب الجهل؛ لأنه يعيش في بلاد غير المسلمين أو في بلاد يغلب عليها الجهل بالدين ولا يوجد فيها من يعلم الناس أمور دينهم ويقيم عليهم الحجة، ولم يبلغه ما يدل على كون هذه الأعمال شركاً؛ فإنه يكون في هذه الحال معذورًا، لقوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" [الإسراء:١٥] .

<<  <  ج: ص:  >  >>