لقد عودت نفسي على قول بعض الأذكار وتخصيصها في بعض الأماكن والأوقات، فمثلا: أقول "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" عشر مرات عندما أركب السيارة. أقول "أستغفر الله وأتوب أليه" في ذهابي وعودتي من المسجد، أقول "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "خمسين مرة قبل أن أنام، فهل قيامي بهذا العمل يعتبر ابتداعاً وبدعة في الدين؟ مع أنني أعلم أنه لم يرد في الدين ما يدل على تخصيص هذه الأماكن بهذه الأذكار. وإنما هنالك أذكار خاصة بهذه الأماكن وأقولها أنا في بعض الأحيان. وأفيدكم بأن قيامي بهذا العمل ليس بديلا عن الأذكار الخاصة بهذه الأماكن، وإنما أقولها لكي أذكِّر نفسي وأعودها على كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى. ولأنني إن لم أقم بهذا العمل قد يمر علي يوم كامل دون أن أذكر الله.
الجواب
لقد أحسنت في هذه الأعمال الخيرية وفي هذا الذكر، حيث عودت نفسك على ذلك، وهذه من الأذكار الطيبة، جاء في الحديث بأنها هي الباقيات الصالحات، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر هي الباقيات الصالحات، انظر المسند (١١٣١٦) والموطأ (٤٨٩) سواء قلتها عند ركوبك للسيارة، أو عند قيامك من النوم أو في طريقك أو في أي مكان، فإذا عودت نفسك عند ركوب السيارة، أن تأتي بهذه الأذكار فإن لك أجرها، وكذلك أيضاًَ الاستغفار مأمور به في كل الحالات، أن يقول الإنسان استغفر الله وأتوب إليه في ذهابه وفي ركوبه ونزوله، ونحو ذلك. كل هذا من العمل الصالح، لأن الاستغفار مأمور به، قال تعالى:"واستغفره إنه كان توابا"[النصر:٣] ، ونحو ذلك، وهكذا أيضاً سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، هما:"كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان، حبيبتان إلى الرحمن" البخاري (٦٤٠٦) ومسلم (٢٦٩٤) ، فإذا كررها الإنسان خمسين مرة قبل النوم على الفراش، أو أكثر أو أقل، أو في سيره، أو في ركوبه، فكل ذلك من الأعمال الصالحة، ولا يقول قائل إنها بدعة، وقد جاءت الأدلة بشرعيتها وبالإكثار منها، ولو قيل: إنه لم يرد في الدين ما يدل على ذلك؛ أي ما يدل على تخصيص هذه الأماكن نقول: إنها جاءت مطلقة والأحاديث المطلقة يعمل بها في كل الحالات، وقيامك بهذه الأعمال ما دام أنك لا تستثني الأذكار الخاصة بهذه الأماكن وإنما تقولها زيادة ولتذكر نفسك، فأنتعلى خير، ولك أجر على هذه الأعمال إن شاء الله.