للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سمعة أبي عقبة في طريق زواجي]

المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز المجيدل

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/تأخر الزواج وعقباته

التاريخ ١٨/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

أخي الفاضل: أنا فتاة، على خلق قويم ومن عائلة معروفة بخلقها، مشكلتي أن أبي يزاول عادة (الزار) ، وهي -كما قرأت- نوع من أنواع الشرك والعياذ بالله، وقد اعتزلنا أبي منذ زمن لرفض أمي وإخوتي هذه العادة؛ لأنها تسيء إلى سمعة العائلة وهي محرمة كذلك، وبالطبع فقد شوهت سمعتنا كثيراً، مشكلتي هي -أنا وأخواتي- نعاني من رفض الخطَّاب لنا كلما تقصوا وعرفوا عن سمعة أبي، وما ذنبنا في ذلك سوى أننا نحمل اسمه، ساءت حالة أمي الصحية وأصبحت تفكر بنا، وخاصة أننا ست أخوات في البيت لم يطرق خاطب بابنا إلا ورجع، ما هي نصيحتكم؟ مع العلم أننا طرقنا سبيل النصيحة وإرسال أولي العلم وكبار السن لنصحه، لكن لا فائدة ترجى من ذلك، والعمر يمضي وقطار الزواج يفوتنا، وأمي تسوء حالتها يوماً بعد يوم، وهي ترى أن بناتها من خريجات الجامعات ومن ذوات الخلق لا يخطبهن أحد، أرجو إرشادنا، أثابكم الله.

الجواب

أختي السائلة سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد: فنفَّس الله كربتك وأسعدك وأخواتك، وبارك الله فيك على هذا التواصل لموقعنا.

أختي المباركة آلمتني رسالتك وشق على نفسي معاناتك وأخواتك، ولكن اعلمي أن المصائب جزء من طبع هذه الحياة لا تنفك عنها، فالزمي الصبر وانتظري الفرج فكل ذلك حسنات لك ولأخواتك، فما يصيب المؤمن من هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها سيئات -كما صح ذلك عن رسول الله- عليه الصلاة والسلام- متفق عليه أخرجه البخاري (٥٦٤٢) ، ومسلم (٢٥٧٣) .

أما الجواب: فهو من شقين أحدهما: جهدكن مع الوالد، فلا بد من مواصلة الصلة والنصح وأداء حقه كأب ويعامل بالتي هي أحسن؛ لعل الإحسان والرعاية يؤثر في نفسه، فيقبل قولكم ولو كان بعيداً عنكم.

أما الشق الثاني: فهو رسالة لكن مع الوالدة أن تدركن جميعاً أن في مقدوركن عملاً لأنفسكن، فجناية الوالد عليكن واضحة، فهل تتقوقعن وتسكتن وتلذن بالاستسلام، فلا بد من كسر الحاجز بالمشاركة بالأعمال والمناشط الخيرية في المجتمع في جمعيات واجتماعات مباركة حتى تبيضن ما سوده عمل والدكن، ويكون لكن ذكر حسن في المجتمع، ثم بخصوص النكاح فالحرص على الاتصال بمن يعتني بهذا الأمر، كالمسؤولين عن جمعيات الأسرة والخطَّاب والخاطبات والمعتني بذلك من المشايخ، مع الإشارة إلى أن أزواجكن من خارج المدينة أو الدولة قد لا يترك أثره في نفس الزوج كمن يشارككم في المدينة أو الدولة، والاتصال ببعض المواقع المأمونة بالإنترنت كذلك مما يسهل الأمر، وكذلك مما يسهله التنازل عن بعض الميزات في الزواج، كأن تكون زوجة ثانية، وقد تسامح الزوج من القسم الليلي، وبعض النفقة ونحو هذا، والرضى بزوج قد لا يكون متعلماً فالقصد الذرية الصالحة والعيش الهنيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>