للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل يحس الميت بزائريه؟!]

المجيب د. محمد بن عبد الله القناص

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٢/٩/١٤٢٦هـ

السؤال

ما الواجب عند زيارة الميت في المقبرة؟ وهل تجوز الصلاة عليه عند كل زيارة؟ وهل الميت يشعر بالزيارة ممن زاره؟ أو يحس بالبكاء ممن حوله؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:

فتستحب زيارة القبور للرجال خاصة، ويكون القصد منها الاعتبار والدعاء للأموات والاستغفار لهم، فهذه هي الزيارة الشرعية، وإن كان القصد من الزيارة التبرك بالقبور والأضرحة، وطلب قضاء الحاجات، وتفريج الكربات من الموتى، فهذه زيارة شركية بدعية، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على زيارة القبور من أجل الاتعاظ، ففي صحيح مسلم (٩٧٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "زوروا القبور فإنها تذكر الموت". وعلَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته ماذا يقولون عند زيارة القبور، ففي صحيح مسلم (٩٧٥) من حديث بريدة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائهلم: "السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية". وفيه أيضاً (٩٧٤) من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما كان ليلتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: "السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد".

ولا يصلى على الميت عند كل زيارة، لكن إذا كان الزائر لم يصل على الميت عند الصلاة عليه، فله أن يصلي عليه إذا لم تمض مدة طويلة على دفنه، وقد حددها بعض العلماء بشهر فما دونه، إذ هو أكثر ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى على قبر بعد الدفن، فقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى على أم سعد بعد موتها بشهر، أخرجه البيهقي في السنن (٤/٤٨) ، وقال: مرسل صحيح.

وصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على القبر بعد الدفن ثابتة في الصحيحين، ففي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجلٍ بعد ما دفن بليلة، قام هو وأصحابه وكان سأل عنه فقال: "من هذا؟ ". فقالوا: فلان دفن البارحة. فصلوا عليه. أخرجه البخاري (١٣٤٠) ، ومسلم (٩٥٤) .

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً أسود، أو امرأة سوداء، كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فقالوا: مات، قال: "أفلا كنتم آذنتموني به! دلوني على قبره، أو قال: قبرها"، فأتى قبرها فصلى عليها. أخرجه البخاري (٤٥٨) ، ومسلم (٩٥٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>