أما هل يشعر الميت بمن يزوره، فإن الله سبحانه وتعالى نفى في كتابه الكريم أن الموتى يسمعون، فقال سبحانه وتعالى:"وما أنت بمسمعٍ من في القبور"[فاطر:٢٢] ، وقال عز وجل:"إنك لا تسمع الموتى"[النمل:٨٠] ، وهذا هو الأصل أن الميت لا يسمع في قبره. ولكن توجد حالات يسمع فيها الميت، وقد ذهب طوائف كثيرة من السلف إلى أن الميت لا يسمع الكلام إلا إذا أعاد الله روحه إلى جسده، مثل ما حصل في قصة أصحاب القليب، حين خاطبهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ومثل ما ورد أن الميت إذا أدخل في قبره سمع قرع نعال مشيعيه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً بل قد يسمع في حال دون حال ... "، وورد في حديث -لكنه لا يثبت- أن الميت يعرف من يزوره، وهو حديث:"ما من عبد يمر على قبر رجل مسلم يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام"، قال ابن رجب: خرجه ابن عبد البر، وقال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح. يشير إلى أن رواته كلهم ثقات وهو كذلك، إلا أنه غريب بل منكر" [أهوال القبور ص (١٤٠) ] .