للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مشاهدة المواقع الجنسية]

المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ ٢١/٥/١٤٢٣

السؤال

أنا شاب ملتزم، ولكن في يوم ما غلبني الشيطان وشهوتي، ولم أستطع المقاومة، وقمت بفتح مواقع جنسية، وشاهدت ما بها من صور مع علمي التام بحرمة ما أفعله، وعلمي بكافة الأحاديث والآيات الدالة على حرمة ما فعلت، فهل أنا فقدت ديني بما فعلت؟ وهل هناك حد يجب إقامته علي؟ وماذا يجب علي لأكفر عما فعلت، وهناك سؤال مهم جداً أرجو إجابته بوضوح، وهو: هل هناك حديث يفيد بأن من يرى عورة الآخرين من نساء ورجال لا تقبل صلاته أربعين يوماً؟ ولو كان صحيحاً، فهل أقوم بإعادة الصلاة للفروض الخمس بعد انتهاء الأربعين يوماً أم ماذا أفعل؟

الجواب

ترسل إليك فتاوى سابقة -إن شاء الله- تتعلق بهذا الأمر، وأما ما سألت عنه، هل أنت فقدت دينك فكلا يا بني فأنت على دينك - ثبتك الله على الحق - ولو أن كل معصية فعلناها خرجنا بها من الدين لمحقنا وحق علينا الهلاك، ولكن الله -عز وجل- فتح لنا أبواب التوبة، وأكثر لنا العبادات المكفرة "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات" [هود:١١٤] .

أما سؤالك عن الحد الذي يقام عليك فإن ما فعلته تكفره التوبة والندم، ولا يترتب عليه حد يقام عليك، واستتر بستر الله -عز وجل-.

(١) عليك التوبة والاستغفار.

(٢) اشغال وقتك بالأنشطة المفيدة كأنواع من الرياضة، والقراءة النافعة، والأعمال الدعوية وملء وقتك بعمل يعود عليك بالخير في دينك أو دنياك.

(٣) الارتباط بصحبة صالحة يدلونك على الخير ويعينونك عليه، والحديث الذي ذكرت غير صحيح وصلاتك صحيحة -إن شاء الله-، والحديث الذي ذكرته ورد في شرب الخمر ولم يرد في النظر إلى العورات.

لكن النظر إلى العورات ذنب يستتبع ذنوباً، ويجر إلى خطايا وآثام أكبر من مجرد النظر، خصوصاً عندما يقع من الشاب العزب الذي لا مصرف لطاقته الجنسية.

واعلم يا بني -وفقك الله- أني أحس من كلماتك مرارة الندم، واستعظام الذنب، وهو شعور نبيل يدل على تقوى وإيمان تغبط عليه، ولذا فإنا نوصيك بتعاهد هذا الخير الذي جعله الله في قلبك، وأن تبقى على توهج إيمانك - زادك الله إيماناً ويقيناًِ وبراً وتقى - والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>