فقد حكى ابن قدامة في المغني (٢/٢٩) إجماع أهل العلم بأن وقت الفجر يدخل بطلوع الفجر الثاني، وهو البياض المستطير المنتشر في الأفق، ويسمى الفجر الصادق؛ لأنه صدقك عن الصبح، وبيَّنه لك، هذا بالنسبة لوقت الدخول.
وأما بالنسبة لوقت الخروج، فيخرج وقت صلاة الفجر (الصبح) بطلوع الشمس، والدليل على هذين الوقتين، حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" ... ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس" رواه مسلم في صحيحه (١٧٣) ، وفي صحيحي البخاري (٥٧٩) ومسلم (٦٠٨) ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ... " الحديث، وفي صحيح مسلم (٦١٤) عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه-، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "أنه أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة، فلم يردَّ عليه شيئاً، يعني: ليحصل له البيان بالفعل، وأمر بلالاً، فأقام الفجر حين انشق - يعني طلع- الفجر، والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضاً، ثم أخر الفجر من الغد، حتى انصرف منها، والقائل يقول: طلعت الشمس أو كادت ... فدعا السائل، فقال: الوقت فيما بين هذين"، وفي الحديث بطوله بيان لبقية الأوقات، هذا هو وقت صلاة الفجر ابتداءً وانتهاءً.