لقد أشكل علي أمر القراءات، بالأخص بعدما علمت أنها ليست هي الأحرف السبعة، فهل هي واردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم من أين هي؟ وكيف أفسر لشخص جديد بالإسلام هذا الأمر بعدما وجد اختلافاً بين حفص وورش؟ ومن هو حفص وورش؟ وإن لم تكن هذه القراءات إلا بعد سنين من الرسول -عليه الصلاة والسلام- فكيف يكون حفظ الله عز وجل للقرآن؟ أريد أجوبة فاصلة وجزاكم الله خيراً.
الجواب
جُمع القرآن الكريم ثلاث مرات، المرة الأولى في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مفرقاً على اللخاف والرقاع والعُسب وغيرها، بالأحرف السبعة أي: اللهجات العربية التي كانت منتشرة في جزيرة العرب، ثم جُمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في مصحف واحد على الأحرف السبعة أيضاً، ثم جُمع في عهد عثمان -رضي الله عنه- على حرف قريش أي على لغة قريش، وذلك لأن أكثر القرآن الكريم نزل بلغة قريش، ولأنه أول ما نزل كان بلغة قريش، والقراءات السبع جزء من حرف قريش، أي: من لغة قريش، واختلاف القراءات اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وقد جمعت القراءات السبع في القرن الثالث الهجري جمعها أبو بكر بن مجاهد -رحمه الله- في كتابه (السبعة) ، إذن فالقراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة بل هي جزء منها.
حفص هو: حفص بن سليمان الكوفي تلميذ عاصم بن أبي النجود الكوفي توفي سنة (١٨٠) هـ.
وقراءته أكثر القراءات القرآنية انتشاراً في العالم.
ورش: هو عثمان بن سعيد المصري الملقب بـ ورش، تلميذ نافع المدني توفي سنة (١٩٧) هـ.
وقراءته منتشرة في بلاد المغرب العربي خاصة، والله أعلم.