هل تعتبر الواسطة نوعاً من أنواع الشرك بالله؟ يظن أن الواسطة هي التي تساعده وهي التي ترفعه وهي التي تسهل أموره، فهو بهذا يبتعد عن منهج التوحيد الحق، فهل تعتبر الواسطة نوعاً من أنواع الغش؟ من غشنا فليس منا ... غشنا بأنه أحضر لنا شخصًا، وقال إنه مناسب لهذه الوظيفة أو العمل، وهناك من هو أكفأ منه.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
فالواسطة هي الشفاعة لإنسان في أمر يترتب عليه خيرٌ له. والشفاعة فيها تسبب لإيصال الخير للناس، ولذا فقد جاء الحث عليها، قال تعالى:"من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها"[النساء: ٨٥] وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء" أخرجه البخاري (١٤٣٢) ، ومسلم (٢٦٢٧) ، وهي نوع من السعي في حاجات المسلمين وتفريج الكربات عنهم.
فإن ترتب على الشفاعة اقتطاع حق مسلم أو منع مستحق أو تأخير مَنْ حَقّه التقديم فهذه الشفاعة محرمة، وهي نوع من الغش، وظلم للمستحق وظلم للمجتمع بتقديم غير الأكفاء.
وإذا اعتمد الإنسان على (واسطته) ومن يشفع له اعتماد افتقار يشعر معه بالذلة إليه والعجز التام لولا مساعدته، ويؤدي به لتعلق القلب التام فهذا من الشرك قال تعالى:"وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"[المائدة: ٢٣] . والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.