عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
العقائد والمذاهب الفكرية/مسائل متفرقة
التاريخ ١٨/١٢/١٤٢٣هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الجليل، تحدثت كثير من الكتب عن شدة سكرات الموت وفظاعة ألمها، ووجدت عامتها تورد شواهد لا تقوم بها الحجة، مثل منامات بعض الصالحين، لكني لم أجد دليلاً صحيحاً واحداً على هذا، بل وجدت في الحديث الصحيح أن العبد المؤمن إذا جاءه ملك الموت تسيل روحه كما تسيل القطرة من في السقاء، فما هو القول الفصل في ألم الموت؟ وهل من دليل على ذلك؟.
الجواب
أخرج البخاري في صحيحه (٤٤٤٩) في الرقاق أن عائشة رضي الله عنها- كانت تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ثم نصب يديه فجعل يقول: اللهم في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده، وعند الترمذي (٩٧٨) وابن ماجة (١٦٢٣) عن عائشة -رضي الله عنها- بسند حسنه الحافظ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول "اللهم أعني على سكرات الموت"، وعند الترمذي (٩٧٨) من حديث عائشة السابق: "اللهم أعني على غمرات الموت أو سكرات الموت" وقد بوب الترمذي في هذا بقوله (ما جاء في التشديد عند الموت) لكن شدة الموت وآلامه لا تدل على نقص في المرتبة بل هي للمؤمن إما زيادة في حسناته وإما تكفير لسيئاته كما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح، والله أعلم - وصلى الله وسلم على نبينا محمد-.