عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العلم/مسائل متفرقة
التاريخ ٢٤/٠٨/١٤٢٦هـ
السؤال
يصعب علينا ببلاد الغرب البحث عن زوج أو زوجة، والفرصة الوحيدة لرؤية الخاطب لمن يريد خطبتها هي المؤتمرات العامة، ودروس المعاهد الشرعية والمخيمات الدعوية، أو حتى الانضمام إلى المؤسسات الدعوية!
فهل حضور هذه النشاطات التي هي في الأصل عبادات؛ لتعلقها بالعلم والأمر بالمعروف، بنية البحث عن زوجة فيه قدح في الإخلاص؟ أم لا حرج في ذلك لكون الزواج عبادة إن كان بنية صالحة؟
وهل قوله -صلى الله عليه وسلم- (أو امرأة ينكحها) يفيد ذم الفاعل أم الحديث على ظاهره، أي أنه يفيد مجرد انتفاء الأجر؟ أفتوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا شك أن الذي يحضر لأجل الإفادة من المحاضرات ونيته خالصة لذلك -من دون سائر المطلوبات والمرغوبات- خير وأعظم أجراً ممن يحضر ونيته البحث عن فتاة ينكحها، لكن لا يعني هذا أنه آثم، ولا أنه داخل في وعيد مَنْ يطلب الدنيا بشيء من أمور الآخرة، لأن طلب الزوجة الصالحة أمر مشروع ولو في هذه المواطن والتجمعات؛ لأنها مظنة لحضور الفتاة الصالحة.
ويظهر لي أن الذم الوارد في الحديث:"ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" [صحيح البخاري (١) ، وصحيح مسلم (١٩٠٧) ] ، لا ينطبق على الحال الذي ذكره السائل، فبينهما فرق مؤثر، فالمذموم في الحديث هو أن يهاجر الإنسان طمعاً في امرأة مخصوصة معينة، المرغِّب له فيها أمور أخرى غير دينها، ربما لنسبها أو لجمالها.
أما الذي يحضر هذه المحاضرات فإنما يلتمس امرأة صالحة عفيفة متدينة يلتمسها في مظان وجودها، لكن لا يمنع أن يجمع مع هذه النية نية صالحة في طلب العلم والإفادة من الدروس والمحاضرات والحرص على الإنصات والمتابعة والتبكير إليها. والله أعلم.