للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم التصفير]

المجيب د. خالد بن علي المشيقح

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الأخلاق

التاريخ ٠٣/٠٥/١٤٢٥هـ

السؤال

ما حكم الصفير بالفم؟ وهل يدخل في قوله: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية"؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالصفير موضع خلاف بين العلماء - رحمهم الله تعالى- فمن العلماء من كره الصفير واستدل - كما ذكر السائل - بالآية بقول الله - عز وجل-: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ... " [الأنفال: ٣٥] ، فقالوا: بأن هذه الآية دليل على النهي عن التصفير والتصفيق، وذهب بعض العلماء إلى أن هذا جائز بناء على أنه من قبيل العادات، وإذا كان كذلك فإنه جائز، وخرّجوا الآية على أنها في حال العبادة فقط، والأقرب أن الإنسان لا يصفر، فإنه ورد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قول الله - عز وجل-: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ... " [الأنفال:٣٥] ،قال: (كانت قريش تطوف في البيت عراة تصفر وتصفق، والمكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق، وكذلك أيضاً ورد ذلك عن ابن عمر - رضي الله عنهما- ومجاهد ومحمد بن كعب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك وقتادة في جمع من السلف، فابن عمر- رضي الله عنهما- كما ذكر ابن جرير قال: المكاء الصفير، والتصدية: التصفيق، وذكر ابن عمر - رضي الله عنهما- أنهم كانوا يضعون خدودهم على الأرض ويصفقون ويصفرون، وكذلك كما أسلفت ورد عن مجاهد ومحمد بن كعب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ... إلخ، فالأقرب لذلك أن الإنسان لا يصفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>