التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني
التاريخ ١٧/٠١/١٤٢٦هـ
السؤال
السلام عليكم.
كيف أتصرف عندما أكتشف أن زوجي يكذب، لقد اكتشفت ذلك في عدة مواقف ومن ثم صرت أشك في كلامه ولا آخذه كله على محمل الجد، بل أتساءل بيني وبين نفسي يا ترى أين الجزء الصحيح وأين غير الصحيح في كلامه؟ تعبت من شكي في صدقه، مع العلم أنني كنت أثق بكلامه إلى أن اكتشفت وصدمت أول مرة بأنه سافر إلى مكان آخر غير الذي أخبرني به، وعندما واجهته لأعرف سبب خداعه لي برر موقفه بأنه يريد أن يرضيني، وكان يعلم أنني لم أكن أريد له أن يسافر، إذا اختار طريق الكذب تجنباً لأي خلاف معي، المشكلة أن يستسهل الكذب (الأبيض) لحل العديد من الأمور، لذلك صرت أشك في أنه يخدعني في بعض الأمور، ولكن لا أملك الأدلة، تعبت أعصابي من التفكير والتحليل بأسلوب بوليسي لأكشف الغموض والتكتم الذي يحيط نفسه به، فهل المشكلة عندي بأنني شكاكة؟ أم عنده بأنه يكذب؟ والمهم هو كيف أتعامل مع أسلوبه؟ هل أمر حكيم أن أواجهه دوما، أم الأفضل أن أتجاهل الأمر؟ ولكنني لا أريد أن يستغفلني ويشعر أنه تمكن من خداعي، ما هي أفضل وسيلة للتعامل مع شخص يكذب؟ وذلك قبل أن أفقد احترامي له، أتمنى معرفة طريقة عملية بإعطائي أمثلة لو أمكن، مثلا: عندما طلبت منه إحضار شيء معين، وادعى أنه لم يجده، ثم اكتشفت أنه موجود في ذلك المكان الذي ذهب إليه، فكيف أواجهه؟ طبعاً هذا قد يبدو مثلا سخيفا بعض الشيء ولكنه أمر يتكرر، فأرجوكم ساعدوني وانصحوني قبل أن تنهار أعصابي، وقبل أن تتغير نظرتي له وأفقد احترامي له. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة- وفقها الله لكل خير- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الذي أراه ألا تكوني واضحة تماماً أمام أسلوب تعامله، بل أظهري له بأنه على حق في غالب أموره، فلا تواجهينه بالمكاشفة والمتابعة حتى تضطرينه إلى التحدي ثم إعلان قراره النهائي، فربما يقول بصراحة: نعم كذبت ونعم فعلت، فماذا ستفعلين معي؟ وربما يلجأ إلى شيء أشد وأعظم فيضرك وتكونين أنت السبب؛ لأنك جعلت من نفسك رقيباً ومحاسباً دقيقاً على أعماله وتصرفاته.
فاقبلي منه قوله ولا تحرجينه، لكن كوني على حذر إذا كان الخبر فيه مضرة مباشرة عليك، أما إذا لم يكن فيه ضرر عليك فلا تهتمي كثيراً، والذي يظهر أنك أنت فعلاً شديدة الحساسية وكثيرة الشكوك، فلا تتعبي نفسك، ولا تكوني سبباً لفقد ثقة زوجك بك، فإن ظهر لك شيء من كذبه دون متابعة منك، وملاحقة فلا تظهري الشماتة به إنما اعذريه ومع ذلك انصحيه بلطف ورفق، ولا تكثري اللوم له، وإن كان الشيء الذي حصل منه وكذب فيه من الأمور المحرمة فخوفيه بالله وفي نفس الوقت حبِّبي له التوبة والرجوع إلى الله، وإذا طلبت منه - مثلاً- شيئاً معيناً ثم أخبرك بأنه لم يجده قولي له لا بأس سأبذل جهدي أنا لإحضاره فلعلك لم تعرف مكانه، عندها سيضطر إلى التخلص من أسلوبه هذا. والله أعلم.